في وطننا المغدور اصبحنا ننام على كارثة لنصحى على اخرى.
نمنا على خبر استشهاد جندي و اصبحنا على خبر استشهاد الكادحات بعد ان كنّا ابناء شهيد عرباطة و نسينا قضية الرضع و تغافلنا على الاغتيالات.
هكذا هي يوميات التونسي الذي يكتفي ببعض اللطميات و المشاعر الفايسبوكية و كأنه تطبع مع كل أشكال الموت و أصبح مجرد ناقل جثث.
من المفارقات ان الدولة التي زاحمت ملك الموت في اختصاصه خصصت سيارة لكل رئيس بلديه و لكل وزير و لكل مستشار لتضمن له الراحة و الهيبة لم تكلف نفسها عناء تخصيص حافلة لنقل العاملات الكادحات و اكتفت ببيعهم الوهم وهم الكرامة المزعومة في ثورة الذئاب التي لم ينل منها التونسي سوى اللعنات و الايام السوداء.
و ها نحن الْيَوْمَ نعيش ردهات سبت اسود ما يثير مشاعر الاستفزاز ان البيانات الباهتة ستتالى حاملة نعيق الاحزاب ثم تعود قياداتها للجلوس على كراسيهم الوثيرة و كنا شاهدنا أمس السيارة التي يمتطيها قيادي في حزب يدعي التزهد من الحياة وكره مظاهر الزينة مثلما صدمنا بالفقر المدقع لشيخهم في حياته وفِي قصره و فِي سيارته.
الم يكن الاولى بهم عِوَض شراء أصواتهم بكرذونة لا تسمن و لا تغني من جوع التبرع لهم بالبعض مما اكتسبوه بعد الثورة التي جعلتهم يرفلون في الحرير حتى يضمنوا لهم الحد الأدنى و هو الحق في الحياة و مع اليقين الأعمى ان ماساة السبت الأسود بالبسالة ستُدفن في انتظار غيرها مع هؤلاء الغربان الذين يسوسونا رغما عنا نعم أيا وطني لقد جعلوا منك مسلسل رعب نتابع احداثه في المساء.
هاجر و أسماء