أونيفار نيوز – ثقافة أثارت حادثة عرض لمين النهدي في قرطاج وما رافقها من جدل وأتهامات سؤالا كبيرا حول حضور المسرح التونسي في المهرجانات ومدى تقبل الجمهور لهذا الفن الذي تأسست المهرجانات من أجله منتصف ستينات القرن الماضي وكان أغلبها يفتتح بالمسرح ويختتم بالمسرح كما كانت هناك مهرجانات تنتج أعمالا مسرحية للأفتتاح مثل الحمامات وقرطاج ومهرجانات أخرى متخصصة في المسرح مثل مهرجان مسرح البحر الأبيض المتوسط بحلق الوادي ومهرجان دقة ومهرجان المغرب العربي في المنستير واليوم لا نجد إلا عروضا قليلة معظمها في أطار دعم وزارة الثقافة وليست من أقتناء المهرجانات.
إن الوضعية المؤسفة التي يعيشها المسرح في المهرجانات لها أسباب لم تبدأ اليوم بل منذ التسعينات عندما تحوٌلت الثقافة إلى ترفيه وبدأ التضييق على المسرح بتضخيم الأعمال الفرجوية وتجاهل الأعمال التي لها سقف عال من الخطاب النقدي وبرمجتها في مهرجانات ليست لها تقاليد مسرحية كما أن جمهورها لا يقبل إلا المسرح الشعبي حتى أن الكثير من المسرحيات رفضت من الجمهور ليس لأنها سيئة بل لأنها عرضت في مكان غير مناسب .
ولهذا السبب قاطع عدد من المسرحيين عروض الصيف ورفضوا الدعم المسرحي مثل توفيق الجبالي لإن عروض الصيف لا يتوفر فيها الحد الأدنى من أحترام المسرح.
أن حضور المسرح في المهرجانات يحتاج إلى مراجعة كاملة ويمكن تخصيص بعض المهرجانات لأن تكون متخصصة في المسرح حتى لا يحرم المسرحيون من العمل مثل الحمامات وحلق الوادي إلى جانب مهرجان مسارات في المهدية .
ولكن هذا الأجراء غير كاف فما نفتقده اليوم هو الثقافة المسرحية التي يصنعها الأعلام أساسا فالمحطات الأذاعية والتلفزيونية تعادي المسرح فلا تصور المسرحيات ولا تبثها ولا تستقبل المسرحيين وأن أستقبلت بعضهم ففي حوارات للأثارة فقط وتروج لنماذج من الفكهاجيين الذين تحولوا إلى نجوم في سياق كامل للرداءة والسطحية .
قيس بن سليمان