كامل المنطقة العربية بالشرق الاوسط باتت على حافة الحرب و أن الاحتقان بلغ ذروته و بات بانتظار عود الثقاب أو المتفجر خاصة مع اقتراب تطبيق المرحلة الثانية من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران و منعها من تصدير أي برميل نفط و احتمال تنفيذ نتنياهو لتهديداته بقصف ناقلات النفط الإيرانية في الخليج الفارسي و المحيط الهندي لمنع وصولها إلى أسواق شرق آسيا، الحريف الأكبر للصادرات الإيرانية الامر الذي قد يدفع إيران و حرسها الثوري إلى الرد بأكبر قدر ممكن من القوة لأن وقف الصادرات النفطية الإيرانية يعني تجويع الشعب و إشعال فتيل ثورة لتغيير النظام على غرار ما حدث في العراق و ليبيا.
و حسب تقرير سري نشرته صحيفة “الرأي” الكويتية فان السيد نصر الله يعتقد أن احتمال نشوب حرب مفاجئة مع إسرائيل بات وشيكا، و قد يكون هذا الصيف على الارجح و لذلك وضع جميع قواته في حالة الاستعداد القصوى و طلب من قادة المناطق عدم إخفاء هذه الحقيقة و إطلاع الأهالي في جنوب لبنان على هذا الاحتمال و توقع إقدام المخابرات الإسرائيلية على عمليات اغتيال قد تستهدفه و قيادات الصف الأول في حزبه.
في نفس السياق الخبراء العسكريون الإسرائيليون -طبقا لما ورد في التقرير- اكدوا اكثر من مرة في مقالات و مقابلات تلفزيونية أن نتنياهو و بعد أن “حيّد” جميع الجيوش العربية و وقع معاهدات سلام مع جميع دول المواجهة و اتفاقات هدنة مع “حماس” و اقام علاقات تحالف “حمائية” مع دول الخليج، بات يعتقد أن “حزب الله” و إيران هما التهديد الوحيد المتبقي الذي يتحتم عليه ازالته و بأسرع وقت ممكن.
و امعانا في تنفيذ هذا المخطط فقد حرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب على فوز نتنياهو و تكتل الليكود الذي يتزعمه في الانتخابات التشريعية الأخيرة و تقديم الهدايا الثمينة الواحدة تلو الأخرى مثل الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة ابدية للدولة العبرية و ضم هضبة الجولان السورية اليها و اسقاط صفة الاحتلال عن الضفة و غزة, كلها مؤشرات توحي بأن هذا الحرص يأتي في إطار مخطط متفق عليه بشكل مسبق لخوض الحرب القادمة ضد إيران و “حزب الله” من قبل إدارة ترامب و إسرائيل و بمساعدة “الناتو العربي السني”.
اكثر من ذلك و طبقا لنفس المصدر فان قرار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنائي يؤكد الاستعداد لهذه الحرب حيث قام بتعيين الجنرال حسين سلامي قائدا جديدا للحرس الثوري خلفا للجنرال محمد علي جعفري و بعد أيام من تصنيفه (الحرس) كحركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة قد يكون في إطار الاستعدادات لهذه الحرب فهو يعتبر من جناح “الصقور” في المؤسسة العسكرية الإيرانية و هدد بإزالة إسرائيل من الوجود و قطع يديها و ليس اصابعها فقط اذا ما اعتدت على بلاده.
اكثر من ذلك فانه استنادا لنفس التقرير المنشور بالصحيفة الكويتية فان حسن نصر الله في اجتماع مع قادة الصف الاول في حزبه قال لهم حرفيا “قد لا أبقى معكم لفترة طويلة” و هي تعتبر “وصية” القائد لجنوده و هي تعني ان احتمال الشهادة بات وشيكا و لا يستبعد أن يكون قد عرض عليهم خطط الحرب، و وزع عليهم الأدوار. خاصة و ان البنى التحتية للمواجهة في جنوب لبنان اكتملت و معها قوة الردع الصاروخية الهائلة، فجبال الجنوب الشامخة تخفي في جوفها مدن و قرى و مصانع للصواريخ الدقيقة في جوفها و الحرب اذا ما اشتعلت لن تكون طريق من اتجاه واحد حيث ستنطلق مئات و ربما آلاف الصواريخ يوميا باتجاه مدن و مطارات و مصانع و اهداف عسكرية في فلسطين المحتلة.. من جنوب لبنان.. من سوريا.. من إيران.. و ربما من قطاع غزة أيضا.
من بين المعطيات الهامة كذلك و التي تؤيد قرب وقوع هذه الحرب ان تقارير إسرائيلية سرية تتحدث عن احتمال اخلاء الجليل و هضبة الجولان المحتلين من المستوطنين قبيل اندلاع الحرب خوفا من قتلهم او خطفهم هذه المناطق التي يتوقع المطلعون على الكواليس ان استعادتها قد يكون ابرز مفاجات الحرب القادمة و ان هذه الحرب ستكون ثقيلة لتشكل هزيمة جديدة لإسرائيل و سيدفع حلفاؤها في المنطقة العربية ثمنا باهضا و قد يكون هذا السبب وراء قرار عبد الفتاح السيسي بالانسحاب من حلف الناتو السني اثناء زيارته الاخيرة لواشنطن.
هاجر و أسماء