أونيفار نيوز – ثقافة
بعد مسلسل البانكة العريانة الذي أخرجه محمد السياري وأنتجته الأذاعة الوطنية يخوض الباحث محمد المي تجربة أخرى في إذاعة المنستير في مسلسل بعنوان سي الزين حول سيرة زين العابدين السنوسي.
حول هذه التجربة تحدّث المي ل“أونيفار نيوز”:
لماذا اخترت شخصية زين العابدين السنوسي؟
ج : لقد مضى على ولادة زين العابدين السنوسي أكثر من قرن وعشر سنوات ولم نجد من يذكر بهذا العلم المغبون والرائد المنسي .
لقد قدم السنوسي للثقافة التونسية مالم يستطع غيره أن يقدمه فهو أول من نشر للشابي شعره في مختاراته الشعرية وهو من نشر كتاب الخيال الشعري عند العرب وهو أول من نشر للحداد كتابه الاول : العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية وهو أول من نشر لمحمود المسعدي أول نص كتبه في حياته وهو من احتضن جماعة تحت السور وعرف بهم ونشر نصوصهم وهو أول من نشر لمنور صمادح الا يعتبر أبأ لجيل الحداثة في الثقافة التونسية ؟
لقد ذاق المنافي والسجون جراء ايمانه بالقصية الوطنية وتحدى حاكم تونس أحمد باشا باي الثاني عندما تزوج من كريمته الأميرة آسية ورفض ان يتولى القيادة (الولاية) ورفض مغادرة العمل الصحفي ورفض نياشين الباي وارجعها له معتبرا أن قلمه هو نيشانه. افلا يستحق هذا العلم من يذكر بجهوده ويكرمه ؟ ليس كثيراً عليه مسلسلا اذاعيا.
كيف تقيم تجربتك في أذاعة المنستير ؟
ج : هي تجربة جديدة اتاحت لي فرصة ايصال هواجسي وافكاري خارج المركز وقد وفرت الاذاعة كل المستلزمات لانجاح العمل واعجبتني فكرة انفتاحها على مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان لتستفيد من طاقاته من ممثلين وتقنيين ثم ان هذا يشجع على مواصلة اضطلاع الاذاعة بدورها في تشجيع الدراما الاذاعية التي تراجعت في السنوات الأخيرة نتيجة عدة ظروف.
شكرا لاذاعة المنستير ولمركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان على الفرصة التي اتيحت لي ككاتب تونسي يرغب في تحقيق هواجسه في مختلف المحامل الاعلامية.
ما هو تفسيرك لغياب أعمال مثل هذا المسلسل على الفضائيات التونسية ؟
ج : للأسف فسد المشهد الدرامي في تلفزاتنا خصوصا في شهر رمضان المعظم الذي يفترض ان تحترم فيه خصوصية الشهر ومهابته وتحترم خصوصية العائلات والبيوتات التونسية .
أتساءل بدوري هل من العزيز على تلفزاتنا بث مسلسلات تاريخية تتصل بتاريخنا المعاصر؟ ليس عجزا من الكتاب والادباء وانما هو بحث تلفزاتنا عن الاثارة ولو كان ذلك سيقسد الأخلاق ويعتدي على الاذواق ولا يحترم مشاعر الناس ولا حرمة العائلات والمناسبات الدينية.
مسلسلات تصور الحانات في شهر الصيام وتصور الدعارة وتطبع مع المخدرات والزواج العرفي ضاربة بكل القيم عرض الحائط باسم حرية الاعلام….الخ
ألا ترى أن المسلسلات التونسية تعاني من فقر كبير في الإبداع و الخيال؟
ج : فعلا هي مسلسلات من نوع الأكلات السريعة وثقافة الاثارة وتسعى لصدم اخلاق المجتمع وكسر ثوابته .
هي ضمن مخطط ربيع الخراب الذي لا يبقي الكبير كبيرا ولا السلطة سلطة. لا اعتقد ان مايحدث عفوي بل مخطط له وتختفي وراءه مكينة رهيبة نحن بصدد جني ثمارها اذ تطورت الجريمة في تونس وارتفع نسقها وكل ذلك نتيجة ماتسوق وسائل الاعلام.