يسير أحمد نجيب الشابي تدريجيا لأن يكون أحد أكبر رموز التقلب في المواقف و الانتهازية السياسية.
فبعد أن انتقد في السنوات الأخيرة حركة النهضة عاد مجددا إلى الارتماء في أحضان حركة النهضة التي لم تكن لتعود إلى المشهد السياسي لولا تحالف 18 اكتوبر الذين كان “نجيب الله” كما يسمى منذ عقود مهندسه الأساسي.
و أحمد نجيب الشابي لم يكن على امتداد “مسيرته السياسية” إلا شخصية نرجسية و انتهازية تضع نفسها في خدمة أنظمة أجنبية لاشباع وهم الوصول إلى قصر قرطاج.
كان بعثيا حين كانت المخابرات العراقية و السورية تلعب دورا في لعبة الحكم و السلطة في العالم العربي و ارتمى في احضان القذافي سنة 1984 لما كان ساكن ثكنة العزيزية يريد التدخل في معركة خلافة الرئيس الحبيب بورقيبة. و بعد أن كان من أشد المدافعين على نظام صدام حسين في غزو الكويت تحول فجأة إلى منخرط بلا تحفظ في المشاريع الأمريكية و إلى أحد الداعين دون تحفظ إلى دور فاعل لواشنطن في التخلص من زين العابدين بن علي.
و مباشرة بعد 14 جانفي 2011 اوهم أحمد نجيب الشابي الجميع أنه ابتعد عن حركة النهضة بل تجاوز ذلك إلى الإقرار بايجابيات نظام الرئيس بن علي و إلى أن هذا النظام أفضل من حركة النهضة.
ولكن بمجرد أن لَوَّحَتْ له النهضة بباب قرطاج حتى أسرع إلى مكتب راشد الغنوشي الذي يبحث عن فك عزلته السياسية بعد أن رفض حلفاء الأمس التحالف معه.
أحمد نجيب الشابي الذي يدعو إلى تأسيس “جبهة خلاص وطني” لا يملك مواصفات تجعله ذا مصداقية لأنه بعيد عن الإلتزام الوطني ما دامت كل حياته السياسية قد تحكمت فيها دول أجنبية و ليس شخصية تجميع و هو الذي اسس أكثر من أربعة أحزاب تحولت إلى عروش خاوية و لم يكن قادرا على الحفاظ عليها و تطويرها.
و اما الحالم الثاني فهو يوسف الشاهد و الذي تولى أحمد نجيب الشابي اقحامه في الحياة السياسية التونسية وبدأ “حياته” في حزب الشابي بالذات… و هو ما جعله نسخة مشوهة من “عرابه” يشترك معه في تقلب المواقف و الاستقواء بدوائر قرار أجنبية و التعطش للسلطة و الفشل .يوسف الشاهد يتوهم ، و هو المقيم في باريس و الفاقد لكل امتداد شعبي، أنه سيعود قريبا ليكون رئيس مرحلة انتقالية دون إنتخابات. أوهام لا تتجاوز مخيلة أحمد نجيب الشابي و يوسف الشاهد.
أونيفار نيوز