-
النهضة لم تجد منفذا لإلغاء مجلة الأحوال الشخصية…
-
انتشار الزواج العرفي بين الأثرياء الجُدد والمهربين…!!!
أونيفار نيوز – ثقافة
بعد غياب طويل أطل علينا سامي الفهري “صاحب القناة” و”صاحب الأفكار” بمسلسل جديد أختار له عنوان “براءة” يبث على قناته “الحوار التونسي” وعلى منصته التي تحمل أسمه.
هذا المسلسل ليس بريئا ويندرج ضمن المسار الذي أختاره الفهري منذ مسلسل “مكتوب” بنشر “قيم” جديدة تروّج لثقافة الزطلة و تمجيد الباندية و الأنجاب خارج الزواج وتحقير المعرفة والعلم و”تشليك” كل ما له صلة بالثقافة التي تربى عليها المجتمع التونسي. لكنه هذه المرة يبدو أنه أراد التقّرب من حركة النهضة التي وضعته في السّجن من أجل غلق ملفاته التي مازالت مفتوحة.
وقد أختار مسألة مركزية واستراتيجية في خطاب الحركات الاسلامية وهي مؤسسة الزواج بالدفاع عن الزواج العرفي والترويج له من خلال شخصية فتحي الهداوي المتدين صاحب المسبحة والذي يضع علامة “التقوى” و”السُّجُود” على جبينه.
فمجلة الأحوال الشخصية تؤرق قيادات حركة النهضة الذين لم يجدوا منفذا لألغائها واضطروا الى هدنة مؤقتة في أنتظار تغيير المجتمع بجعل الزواج العرفي امرا واقعا فخلال العشر سنوات الأخيرة من حكم حركة النهضة.
فقد أنتشر الزواج العرفي خاصة في الاوساط الشعبية والأحياء الفقيرة وبين الأثرياء الجدد من المهربين والمتهربين من الضرائب الذين يتباهى بعضهم بتطبيق “شرع الله” الذي يسمح لهم بالزواج من أمرأة ثانية مادام قادرا على الأنفاق عليها وكثيرا ما يكون هذا بعلم الزوجة المغلوبة على أمرها بل هناك من يدّعي أن هذا اللون من الزواج الذي قاومه الزعيم الحبيب بورقيبة منذ بدايات الاستقلال من شأنه أن يحل مشكلة العُنُوسَة كما يقولون!
لقد ألتقط الفهري الرسالة وأراد من خلال هذا المسلسل التبشير بثقافة جديدة تتبناها حركة النهضة وحلفائها من الجماعات التي تسمى بالأسلامية من أجل أجتثاث الثقافة المدنية التي زرعها بورقيبة وخلق أجيال جديدة حتى تكتمل أخونة المجتمع التي صرنا نلاحظها في مختلف تفاصيل حياتنا اليومية حتى أن وزير الشؤون الدينية ووالي بن عروس يوزعان المصاحف ل”نشر الاسلام” عوض مقاومة خطاب التطرف في مساجد ولاية بن عروس التي لا تهتم بها وزارة الشؤون الدينية التي يديرها أحد طلبة التجمع الذين تمّت رسكلتهم وحظي بتزكية حركة النهضة.
وفي الوقت الذي تغرق فيه الاعمال الرمضانية التونسية في ثقافة الزطلة والعنف والانتحار والزواج العرفي وتمجيد الباندية والبراكاجات – بأستثناء مسلسل حرقة 2-تهتم الدراما المصرية بمعارك مصر من أجل التنمية والاستقرار واجتثاث التنظيم الاخواني الاجرامي من خلال تفاصيل وكواليس ملحمة ثورة جوان 2013 التي أنهت حركة الأخوان المسلمين وخلّصت مصر من الأخطبوط الذي كان جاثما عليها منذ 1928 وهذا هو الفرق بين مصر التي قفزت معدلات التنمية فيها ومقاومة الفقر وأقامة المشاريع الكبرى وتونس التي يتهددها خطر الافلاس وسقوط الدولة.
فتّش عن الأخوان في كل محنة…!!!