- كاتدرائية القديس “سانت فنسنت دي بول أو سانت أوليف”
بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، تطل كاتدرائية القديس “سانت فنسنت دي بول أو سانت أوليف” بطرازها البيزنطي الجميل وأسوارها المموجة التي تحمل لوحات تصويرية تثمن رموز القداسة في التاريخ الكاثوليكي.
- # تقول الحكاية ….
تقول الحكاية أن هذه الكنيسة خلدت إسم ” “فنسنت دي بول”” أحد أبرز القساوسة الكاثوليكيين، الذي بيع في قديم الزمان كعبد بعد أسره من قبل القراصنة الفرنسيين الذين توجهوا به إلى البلاد وزجوا به في السجن لمدة عامين سنة 1605. والمتداول أن البايات وهبوا الجالية الكاثوليكية الأرض لتمكين الأساقفة و الفرنسيين في تونس من الاحتفال بأعيادهم واداء صلواتهم في الكنيسة خاصة بعد دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد.
و عند رجوعنا الي التاريخ يستوقفنا اسم الكاردينال لا فيجري المساهم الاكبر في تشيد أساس الكاتدرائية في 7 نوفمبر 1881 بشارع البحرية وهي التسمية القديمة لشارع الحبيب بورقيبة ، لكنها لم تدم طويلا بسبب هشاشة البنية التحتية و الذي استوجب بناء كاتدرائية أخرى سنة 1897 .
المتجول في الأرجاء يستمتع بالجمال المعماري والهدوء المسيطر على الكنيسة ، التي تستقبل أيضا الزوار غير المسيحيين حسب شروط مقدسهم ، و الذي يستوجب أن يتصرفوا بهدوء خاصة أثناء أداء الصلوات .
يتوسط مدخل الكنيسة حوض من الماء ، يتبارك به زوار المكان و يلامسونه بأناملهم عند الدخول إلى بهو المقدس الذي يستميلهم بسحر قبابه الكروية الأخاذة ، التي تحمل لوحة تاريخية ، يتوسطها القديس فنسنت دي بول رفقة مجموعة من القساوسة التي تحرسهم الملائكة ، رسمت بريشة الفنان جريجوار ماري اناذاك .
و لا يمكن أن نشكك أن هذه الرسوم والتماثيل والنوافذ الزجاجية المعشقة التي تكتسي طابعا إرشاديا و رونقا فكريا و مشهدا رمزيا يحاكي بشكل عام تاريخ المقدس و يروي حياة القديسين الذين تعاقبوا على الكنيسة في فترات زمنية مختلفة .
ليدفعنا بذلك الفن المعماري الي اكتشاف المساجد و الكنائس و المعابد التي تجمع بين الجناب الفني والجناب الديني الذي يأجج فينا روح الانفتاح على الثقافات والدينات الاخري لتغذية المساحة الفلسفية والفنية في عقولنا .
شيماء الرياحي