لا شيء يمكن أن يلخص الوضع السياسي لحركة النهضة اليوم أكثر من قفزة علي العريض نائب رئيس الحركة من الطابق الثالث بحثا عن النجاة !
فحركة النهضة اليوم تواجه ضغوطا متعددة وغضبا شعبيا بسبب الخراب الذي قادت له البلاد وغضبا من قواعدها أزداد بسبب وفاة سامي السيفي محترقا داخل مقر النهضة بعد أن تم التغرير به في شبابه مثلا آلاف المساجين الذين زجت بهم قيادة الحركة في المحرقة ثم فروا إلى “المنافي “وعاشوا حياتهم في رعاية بريطانيا وغيرها في حين إلتهمت السجون رفاق الشاب سامي السيفي ورغم محاولة راشد الغنوشي توظيف الحادثة والتسويق من جديد لخطاب المظلومية فإن رد فعل عائلة الضحية أسقط هذا الخطاب وحمٌل الغنوشي شخصيا المسؤولية السياسية والأخلاقية لوفاة السيفي. لقد تراكمت أخطاء الحركة وهي اليوم محشورة في زاوية العزلة السياسية والغضب الشعبي وأنتفاضة القواعد ولن يفلح “الديمقراطيون “من أحزاب الصفر فاصل من أنقاذها هذه المرة
. ووفاة سامي السيفي تشبه إلى حد بعيد وفاة محمد البوعزيزي التي أسقطت بن علي ونظامه ليحل محله الغنوشي الحاكم الفعلي للبلاد إلى 25جويلية واليوم أنهى السيفي حكم الغنوشي وأنهى معه حركة النهضة التي أطرد قياديوها من جنازة السيفي مثلما تم طرد المعتمدون من بيوت من سقطوا في الأيام الأخيرة لنظام بن علي. ويأتي بيان الدول العظمى كأنذار أخير وأعلان عن نهاية مرحلة وربما بداية مرحلة جديدة شعارها الخط الثالث .
مراد بن سليمان