- كل المؤشرات تؤكد أن الوضع لن يبقى على ما هو عليه اليوم…!!!
ضبابية كبرى تسيطر على المشهد السياسي التونسي دون أن يعني ذلك أن السحب المتلبدة ستأتي بما ينفع التونسيين و يفيدهم.
منسوب الثقة في قيس سعيد يتراجع بشكل لافت أكدته النتائج الأخيرة لسبر الاراء وسط ظهور “كارثة” العجز على توفير الأجور.
وفي المقابل اكتفى رئيس الجمهورية بالكلام الغامض و بتحركات قد تكون مهمة كفتح ملفات و لكنها غير كافية و هو ما جعل قيادة حركة النهضة تسترد أنفاسها و تخرج من جحرها تتجزأ على تحدي رئيس الجمهورية بكيفية لا يمكن تفسيرها إلا بأحد أمرين و هما محاولة الارباك النفسي أو الحصول على معلومات من جهات دولية مفادها أن ” تغييرا ما” يقع حاليا الإعداد له و سيتولى فاعلون معينون وضعه موضع التنفيذ.
و تبدو هذه الفرضية ممكنة و واردة لأنه لا يمكن حكم المجتمعات بالجمود و الانعزال و هو النهج الذي اختاره قيس سعيد منذ 25 جويلية الفارط فخسر الكثير من الحلفاء و اغرق نفسه في معارك هامشية انعكست سلبيا على المحيطين به و هو ما تجلى في معركة كسر العظام بين نادية عكاشة و توفيق شرف الدين.
وقد عمق الأجتماع الأخير للمجلس الاعلى الجيوش بإشراف قيس سعيد هذا التوتر.. ولم يبحث عن التهدئة…!!!
كل المؤشرات تؤكد أن الوضع لا يمكن أن يبقى كما هو خاصة و ان تونس ليست معزولة عن التحولات و الأحداث التي تعيشها الدول المحيطة بها.
الغموض يخيم على مصير الانتخابات الليبية و التوتر بين الجزائر و المغرب مفتوح على كل الاحتمالات و دخول إسرائيل السافر إلى المنطقة يربك كل الحسابات و يزعج حتى بعض الدول الأوروبية كاسبانيا و تكفي الإشارة – في باب التأثير الإقليمي – إلى تصريح رئيس الوزراء السوداني من أن إعاقة الحل السياسي في السودان سيؤدي إلى تدفق آلاف المهاجرين السودانيين إلى أوروبا. و من الصعب تصور أن لا يمر أغلبهم عبر تونس.
تحركات السفراء و اتصالاتهم و ما يتأكد من فقدان قيس سعيد لدعم الكثير من الحلفاء الدوليين تمثل كلها مؤشرات جدية خاصة بعد دخول سفير احدى الدول الأوروبية مؤخرا على الخط… علاوة على أن إتحاد الشغل قد أخذ يبتعد سياسيا عن قيس سعيد و هو ما لا يجب الاستهانة به لأن منظمة حشاد تبقى ، رغم علامات الوهن، رقما مؤثرا في المشهد السياسي خاصة حين يلتقط الإشارات القادمة من الخارج…!!!
السؤال الجدي المطروح: هل لدى قيس سعيد أوراقا أخرى يقلب بها الطاولة على الجميع أم أنه قد أضاع كل أوراقه و أصبح مصيره بأيدي الآخرين.
فهل يمكن اعتبار 25 جويلية استدراجا هدفه التخلص من منظومة 14 جانفي 2011 بكل لاعبيها الأساسيين بما في ذلك قيس سعيد.
اضافة -بطبيعة الحال- إلى النهضة رمز 14 جانفي. وما تسبب فيه من دمار حقيقي…
ومهما يكن من أمر فإن كل الدلائل والمؤشرات تدل على أن الاسابيع القادمة … ستكون حاسمة لمستقبل تونس مع أحداث سياسية هامة ومواعيد محددة…!!!
مصطفى المشاط