وجه الأستاذ الجامعي و الوزير السابق في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي الصاادق شعبان رسالة الى رئيس الجمهورية قيس سعيد تضمنت ،” مالا يحب “.
و فيما يلي النص الكامل للتدوينة / الرسالة :
ارحمونا يرحمكم الله
لاني احب الرئيس قيس سعيد … اسمح لنفسي أن اقول ما قد لا يحب …
25 جويلية كان إنقاذا للبلاد … لكن ما يعدّ الان – اذا صح ما يشاع – هو إغراق للبلاد…
رجاء الابتعاد عن النظريات و تجنب المغامرات …
ارحمونا يرحمكم الله …
التحاور مع الحساسيات السياسية ( و ليس بالضرورة الاحزاب الحالية ) ضرورة …
التحاور مع المنظمات الكبرى ( النقابية و غير النقابية ) هام جدا و مفيد …
التحاور مع الشباب فقط مغالطة… تضر بالبلاد … كما تضر بالشباب ذاته …
بناء الديمقراطية من المحليات صعودا إلى البرلمان هو ايضا من المغامرات الخطيرة … هذه الطريقة لم تنجح في دول أخرى…
ارحمونا يرحمكم الله …
هذه الطريقة لن تفضي إلى إختيار الأفضل … هذه الطريقة تعيد العروشيات و تزعزع الوحدة الوطنية و تضعف الدولة المركزية …
ارحمونا يرحمكم الله…
هذه الطريقة تفرز أشخاصا يتمسكون بمشاغلهم المحلية و لا تفرز قيادات تحمل رؤى لتونس كاملة و تقدر على مناقشة السياسات العامة للبلاد …
يصبح المجلس المحلي معركة حومات … و يصبح المجلس الجهوي معركة عروشات … و يصبح البرلمان كركوزا للنزاعات…
ارحمونا يرحمكم الله…
البرلمان غير المنتخب مباشرة من المواطنين لا شرعية قوية له … لن يكون قادرا على فرض تفريق السلطات و لن يكون قادرا على فرض توازن السلطات …
رجاء …
تونس لن تتحمل أخطاء أخرى…
قطعنا شطر الوادي ، فلا تتركونا في شطره يجرفنا التيار…
الفلوكة فيها ثقوبات عديدة و اذا لم نسرع السير نغرق جميعا و لن يصل اي منا إلى شاطئ الأمان…
وضعنا المالي خطير … الديون تثقل كاهلنا بصورة غير مسبوقة… الثقة في الدولة ما زالت مهتزة … الاستثمار لن ينتعش بسرعة لان اغلب المستثمرين من غير الفاسدين غير مرتاحين … وضعنا الاجتماعي مهيأ للانفجار و هذا هو الأخطر …
ارحمونا يرحمكم الله…
لا يحق لأي منا أن يجرب ما يراه و يرتهن مستقبل أمة بكاملها …
لن نسكت عن أي تهديد للوطن …
اقول هذا للتاريخ …
و ما قلته في دستور 2014 أشهرا بعد صدوره اقوله الان … كان تفكيك الدولة مركزيا … الان تفكيك الدولة ترابيا ……
اتركونا في جمهورية بورقيبة … و لا تحملونا إلى جماهرية القدافي … رحمهما الله و رحمكم جميعا …
ا.د الصادق شعبان