رغم أن رضا لينين (رضا شهاب المكي)لم يدع أنه ناطق رسمي بإسم الرئيس قيس سعيد ورغم أنه لا يملك أي وظيفة رسمية في قصر قرطاج إلا أن رؤاه ومواقفه تلتقي مع ما عبر عنه سعيد منذ حملته الانتخابية من رفض للأحزاب السياسية ومعارضته للتمثيل الحزبي في البرلمان وتعويضه بالتمثيل الشعبي أو البناء القاعدي كما سماه لينين المبني على الصعود من القاعدة إلى القمة من العمادة إلى المعتمدية إلى المستوى الوطني البرلمان الذي سيكون ممثلا لعدد المعتمديات التي سيصعد منها ممثل واحد بعد “القرعة “على ممثلي العمادات.
وهذا الشكل من “الديمقراطية”يحيلنا مباشرة على نموذج اللجان الثورية في ليبيا والخطير في هذا النموذج أنه يسحب البساط من الأحزاب ومن النخب وهما الضمانة الوحيدة للتجربة الديمقراطية فشعار الشعب يريد هو شعار فاشي يقود للفوضى لأن النخب والأحزاب هي التي تضمن استقرار الدول وليس الشعارات الشعبوية مثل التي يروج لها رضا لينين فهذا النموذج يمثل بدعة لأنه غير منطقي وسيقود البلاد إلى متاهة شعبوية عبر ترذيل النخب والأحزاب وما يزيد الأمر غموضا وخوفا هو تجاهل سعيد للمنظمات الوطنية مثل إتحادي الشغل والأعراف وكذلك الأحزاب فالقطع مع منظومة 14 جانفي لا يعني القطع مع الأحزاب والمنظمات والنخب وتعويضهم ب”الشباب” هذا المفهوم الهلامي .
فهل سيقود سعيد تونس نحو صيغة تونسية لتجربة اللجان الثورية التي تجني اليوم حصيلة حكمها الكارثية.