-
المطلوب ثورة فكرية… لا قوالب جاهزة من المنظومات الغابرة…!!؟؟
في حوار خص به الوسط نيوز اكد استاذ علم الاجتماع محمد الجويلي بأن تعيين سعيد لامرأة على رأس الحكومة كان منتظرا لرغبته في القيام بتغييرات جذرية في المنظومة ككل والوصول بالتغيير الى مداه بما في ذلك تغيير المنظومة الجندرية. وقد نجح في تسجيل نقاط جديدة في مرمى خصومه باختياره رئيسة للحكومة امرأة وفضلا عن ذلك فهي كفاءة “تكنوكراط”من الادارة التونسية ولم تات من وراء البحار ومارست الشأن العام لسنوات ومعروفة بجديتها.
والأهم انها ستستفيد من رصيد الثقة الذي يتمتع به سعيد ومن التزامها بخطاب التكليف المتعلق بمحاربة الفساد.
هل هي مجرد واجهة لحكم سعيد…!!؟؟
كل ذلك في انتظار الكشف عن فريقها الحكومي الذي سيعبر ان كانت مجرد واجهة لحكم سعيد ام لا؟
وعلى كل فما حدث هي ضربة اتصالية ناجحة coup de comللداخل و كان يمكن ان تصبح اقوى un coup de maître لو اوضح سعيد للشركاء الاجانب خارطة الطريق وسبل ممارسة الديمقراطية بعد التغييرات .
وبخصوص الجدل السياسي المطروح حاليا حول مفهوم الديمقراطية ان كان من الضروري ان تكون الانفع للشعب تحقق الكرامة والتشغيل ولو جاء بها الشارع ام فقط نتاجا للصندوق وان لا يجني منها المواطن سوى التسويق لخطابات الكذب اكد الجويلي ان كل الشواهد الداخلية او الدولية تقيم الحجة على وجود عطب في الديمقراطية التمثيلية وهي في تراجع مستمر و تقف على منصة فضائح بسبب فساد الاحزاب وتشكل لوبيات المصالح وبالرغم من كل ذلك هي الاكثر تطبيقا لصعوبة تنفيذ اليات الديمقراطية المباشرة.
اللافت ان اليوم مع التطورات التكنولوجية لم تعد الاغلبية التي افرزتها الديمقراطية تستاثر بالسياسة وبدواليبها بل هناك مشاركة فردية للمواطنين في الشأن العام عبر شبكات التواصل الاجتماعي وهو ما يبرر بشكل ما العزوف عن المشاركة في الانتخابات خاصة وان النتائج لن تفرز الا احزابا انتخابية وليست سياسية اصبحت عبءا على الديمقراطية.
الحنين إلى الماضي…
في المقابل لا يجب ان تكون تداعيات الازمة السياسية الخانقة في تقديره مدخلا للحنين للماضي وللمنظومات السابقة التي لن تجني منه تونس سوى مزيدا من الشلل والعطالة. وفي اعتقاده ان اليوم هذه الازمات والفشل القياسي افرز حالة من الحنين للماضي و للمنظومات السابقة رغم ما التصق بها من اوصاف.
ولكن ذلك ليس مرتبط بالوضع المتردي فقط بل بالذهنية الثقافية في تونس التي لا تميل الى طرح الاسئلة بل الى الحصول على اجوبة جاهزة من الماضي بدون عناء تحت عنوان الزمن الجميل مع انها لا تعدو ان تكون سوى مفهوما هلاميا لن يجد حلولا للازمة التي تتخبط فيها تونس.
فاللحظة اليوم تستدعي ثورة فكرية وثورة بحث لا قوالب جاهزة من المنظومات الغابرة.
حاورتاه اسماء وهاجر