طعنت خمسة وستون بلدية في قرار مجلس النواب سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة الذي قال في اجتماع شعبي مساء أمس في ساحة الشهداء في طرابلس أن قرار سحب الثقة لا قيمة له وأنه يحظى بدعم شعبي ودولي وماض في تنظيم الانتخابات يوم 24 ديسمبر القادم وسيكون هناك تجمعا آخر يوم الجمعة للتعبير عن أرادة الليبيين كما قال.
تجدد المعركة بين طرابلس و بن غازي يعني العودة إلى النقطة الصفر في الصراع العبثي الذي تعيشه ليبيا والذي قد ينتهي بتقسيمها.
فالمشير خليفة حفتر رافض لأي تسوية سياسية يكون فاعلا فيها وسحب الثقة من الحكومة يبدو أنه على خلفية التقارب بين الدبيبة والقاهرة التي كانت أكبر داعم لحفتر وقد ترجم هذا التقارب بالإتفاقيات التي وقعها الدبيبة في القاهرة وبالتالي فقدان حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح لموقعهما كحليفين للقاهرة يضاف إلى ذلك التحالف غير المعلن بين الدبيبة وعائلة الشهيد معمر القذافي وأركان حكمه بدعم من تركيا فالدبيبة من رجال القذافي واختياره كان في إطار احتواء أنصار نظام القذافي من جهة ولقطع الطريق على المشير خليفة حفتر الذي يريد فرض الأمر الواقع برفض كل تسوية سياسية قبل خروج المرتزقة وهو مطلب وطني لكنه يصطدم بصعوبات على الأرض فالقوى الدولية تريد تنظيم الانتخابات وكذلك الشارع الليبي وحتى مصر التي كانت تدعمه يبدو أنها أصبحت تتعامل مع الأمر الواقع خاصة أنها غنمت عقودا كبيرة في ليبيا التي لا يستطيع حفتر أن يضمنها لها .
الثابت أن الأشهر القادمة ستكون على ليبيا وجيرانها بعد إنهيار الاتفاق السياسي.