- ابشركم برحيل من توعدونا بأننا كل عام بائسون خائبون
- الظرف العالمي لا يسمح للنهضة بالبقاء عل رأس السلطة
- الحزب الدستوري الحر قد يكون له موقع داخل فضاء السلطة
- نحن في إطار دولة غطي علي نغطي عليك و توري نوري هكذا تحكم البلاد
- لا توجد محاسبة فعلية لأننا أمام شبكة نافذة و متصلة ببعضها
“لقد انتزعت الثقة ثم ماتت ثم دفنت أنهم كذابون كذابون” و مع ذلك فهم يكذبون على وقع هذا الكلمات سطر حكام اليوم السياسية في تونس التي نعيش ازماتها كل يوم و نؤبن معها احلامنا و مع ذلك يستمرون في الكذب و ينعقون صباحا مساءا بديمقراطية الصندوق الذي يخفي داخله صندوقا اسود حتى يضمنوا بقاؤهم مدة اطول.
“الوسط نيوز” كان لها حوار مع المفكرة ألفة يوسف -المثيرة للجدل- التي بشرتنا برحيل من توعدونا ذات يوم باننا كل عام بائسون خائبون و خاوو الصناديق تناولنا معها عديد النقاط السوداء التي تطغى على المشهد اليوم في تونس في مرحلة ما بعد اقبال “البدر علينا” حيث السياسيين الفاتحين عبدوا الطريق أمام المافيا بفضل خيار اللاعقاب و اختيار اضعف الايمان في تغيير المنكر بكل اصنافه شعارهم في ذلك “توري نوري وتغطي نغطي” الى ان اصبحنا نحكم بحزب متهم بجهازه السري و يتجرا على خوض الانتخابات من اجل أن يحكمنا من جديد وفيما يلي نقل لحوارها :
يستقبلون بالغضب الشعبي اينما حلوا و رغم ذلك سيبقون حكاما بالصندوق. هل بهذا الوجه المضحك “للديمقراطية” التونسية سيرحلون كما قلت يوما ما ؟
حديثي أنهم سيرحلون ليس تنجيما او ضربا بالغيب و لكنه انطلاق من الواقع السلبي الذي نراه في جميع المجالات اليوم المجال الاقتصادي اساسا و المجال السياسي حيث نرى نواب يتنقلون من كتلة إلى اخرى و نرى طبقة سياسية جلها غير كفاة لا يعينها إلا الحصول على الكراسي او المناصب.
لا اتصور أن الظرف العالمي الذي يمر بتحولات كبيرة سيسمح لهؤلاء بالبقاء في او على رأس السلطة طبعا أحكام الصندوق ممكنة هي وجه من وجوه ممارسة الديمقراطية و لكنها ليست الديمقراطية كلها مشكلنا في تونس خلطنا او قصرنا الديمقراطية على الصندوق .
الديمقراطية هي مؤسسات قوية الديمقراطية هي سياسيون مسؤولون الديمقراطية هي غياب للمافيات ولبارونات التهريب… لذلك اعتقد أن هذا السبيل الذي نسير فيه سيبلغ قريبا منتهاه و تذكروا كلامي هذا.
ما رأيك في الدعوات التي تظهر من الحين الى الاخر لمقاطعة الانتخابات بحجة الياس من الطبقة السياسية و الصمت على الجهاز السري لحركة النهضة ؟
إذ كتب لنا أن نبلغ الانتخابات هناك منظورين هناك أشخاص يرون ضرورة المشاركة فيها على أساس عدم اللامبالاة بوضع البلاد ثم التباكي على ماستؤول إليه نتائج الصندوق الصنف الثاني يدعون إلى المقاطعة أنا مع المقاطعة ليس لأني ارفض الية الانتخابات لا لان المشاركة في الانتخابات تعطي شرعية لاحزاب بعضها او واحد منها يشتمل على جهاز سري و ما معنى أن تشارك في الانتخابات معناها أنك توافق على وحود حزب له جهاز سري مكلف باغتيالات و بمهام قذرة في الحكم او مشاركا في الحكم لذلك كل من سيشارك في الانتخابات معناها انه يعطي الشرعية لهذه المنطومة او انه يقبل بها بشرط أن يكون من اختاره هو على سدة الحكم.
أنا ارفض تماما هذا و احترم طبعا كل من سيشارك في الانتخابات لكني قطعا لن اشارك إن كتب للانتخابات أن تتم في انتخابات لا ثقة لي لا في حسن سيرها و لا ثقة لي في المشاركين فيها كما قلت لكما احدها يشتمل على جهاز سري.
اليوم امال كبيرة تعلق على حزب عبير موسي هل تشاطرين امل البعض في قطع دابر الاسلام السياسي بعد الياس من حزب “ابن ابيه” في نسخته الجديدة ؟
اهتمام البعض بحزب عبير موسي التي احترم أنا أيضا بقائها على مواقفها و عدم تقلبها متصل بالخيبة من جميع الأحزاب و المكونات السياسية الأخرى ربما ما ينقص حزب عبير موسى الآن هو وجود شخصيات وطنية قوية نافذة ورائها أرجو أن أرى في مستقبل الأيام مثلا بدل عبير موسى شخصيات أخرى تظهر في العلن و تعبر عن الحزب و يكون لها موقف دقيق باستثناء موقف رفض الإسلام السياسي الذي اشاطر السيدة عبير موسى فيه هذا ما نتتظر فيه هذا ما بدأت فيه برامج و مواقف واراء لكن الحديث الآن قبل أشهر من الانتخابات عن النتائج و عن الحزب الذي يمكن أن يفوز اعتقد انه سابق لا و انه لكن الحزب الدستوري الحر إذ كتب للانتخابات أن تتم قد يكون له أيضا موضع او موقع داخل فضاء السلطة.
كل يوم قضيّة جديدة للعويل المسؤولون معروفون كما ذكرت و مع ذلك لا محاسبة البعض اعتبر ان ذلك يندرج ضمن ترسيخ منظومة “الحاكم بامر الله” في نطاق دولة ضعيفة ما رأيك ؟
اكبر مشكل في تونس اليوم هو غياب المحاسبة. الحق أن غياب المحاسبة ليس جديدا فهو موجود من النظام السابق لكنه ترسخ الآن ما الذي يفسر غياب المحاسبة ؟ أن جل المخطئون و السياسيون الذين لهم علاقة بقضايا فساد متصلون بعضهم ببعض المشكل اليوم إننا في إطار دولة “غطي علي نغطي عليك و توري نوري” بهذا المنظور تحكم البلاد التونسية اليوم.
و بحكم أن الشبكات متصلة ببعضها بعض لذلك يعسر جدا أن نجد محاسبة فعلية باعتبار أن كل خيط سيتم بداية الامساك به سيؤدي إلى شخصيات كبيرة و متنفذة و هذا ما يؤكد غياب المحاسبة وما يؤكد اقراري لما اشار إليه السؤال من اننا اليوم إزاء دولة ضعيفة فعلا.
شعار الحرب على الاسلام متواصل التساؤل اين المثقف الوطني في اعتقادك ؟ خاصة و اننا امام اما مثقفي البلاط او مثقفين خارج الخدمة ؟
مسألة المثقف دائما تستفزني لأنه من يطلق لقب المثقف ؟ و مامعنى المثقف ؟ فاذا كنا نعتبر هو صاحب الشهادات او المعتني بالشأن العام من اصحاب الشهادات فهناك كثيرون من مثقفي البلاط و لكن هناك من يعبرون عن ارائهم بكل حرية لا سيما أن فضاء الفايس بوك أصبح يسمح بالحرية بالتعبير و هناك مثقفون آخرون يحاولون إحياء ما يسمى بتحركات المستقلين للمشاركة في الانتخابات او المشاركة في الشأن العام.
لا اعتقد أن هناك غياب لاراء المثقف و مسألة الإسلام في خطر هو شعار كاذب لان الإسلام دين له قرون و لا يمكن أن يكون في خطر من هو مسلم سيظل مسلما و من هو ليس مسلما سيظل ليس مسلما حتى أن تظاهر بعكس ذلك.
اعتقد أن شعار الإسلام في خطر هو شعار سياسياوي الغرض منه استمالة الطبقات الشعبية و تجاوزه الزمان نسبيا بلغ ذروته في 2011 و 2012 و 2013 زمن نفاق و اشتهار الحركات الإسلامية في العالم و ليس فقط في تونس و لا ننسى ان داعش وقع تقريبا القضاء عليها على الأقل عسكريا قضاءا نهائيا اذن المثقون في تونس بذلوا مجهودا كبيرا في إعادة نظرة أخرى مختلفة في الإسلام في مجال المواريث في مجال العلاقات الاجتماعية في كثير من القضايا اذكر امال قرامي و نائلة السليني و يوسف الصديق و محمد الطالبي.
لا يمكن أن نقول أن المثقف التونسي لا يشتغل و لا يعبر عن رأيه و لا يفعل في المجتمع سواءا بطريقة مباشرة في العلاقة مع السياسي او بطريقة غير مباشرة من خلال تنشيط الفضاء الثقافي و الفكري في تونس.
أين وصل موضوع التجديد الديني في تونس و نحن امام “الثنائي الاسود”الارهاب الديني والارهاب العنصري” فهل يكفي مشروع المساواة في الارث ليقال ان تونس مجددة ؟
لا اعتقد أن الحديث عن التجديد الديني هو العبارة المناسبة نحن نتحدث عن قراءة مختلفة عن الاجتهاد و الاجتهاد مفتوح أبدا لم يبدا المسلمون تقهقرهم الحضاري و الاقتصادي و السياسي إلا عندما اغلق باب الاجتهاد لان الحياة متحولة و واقع البشر متنوع و متجدد. فالقراءات للنصوص الدينية و التراث الديني اليا ستكون متجددة لا يمكن أن نحط انفسنا فيما قاله ابن تيمية او ماقاله البخاري يعطيهم الصحة لكن الحياة تستمر نحن نعبد الله لا نعبد الفقهاء و السلف .
تونس شاءنا أم ابينا مجتهدة عندما أقول مجتهدة ليس من الضروري مسالة المساواة في الميراث مثلا أن تتحقق الآن يكفي التفكير في المسائل يكفي طرح القضايا كيف تتطور الشعوب ؟
تتطور الشعوب عندما تبدا فكرة ثم تاخذ شيئا فشئيا طريقها إلى أن تخرج من مجال اللامفكر فيه إلى مجال الممكن مثلا مسالة الميز العنصري مازالنا إلى اليوم في تونس نعاني اجتماعيا درجة كبيرة مخزية من الميز العنصري لكن بدات فكرة احترام حقوق الإنسان الآخر تأخذ مسارها نفس الشئ بالنسبة للنساء التحرش و العنف و ما إلى ذلك ضد المرأة موجود بكثرة في تونس لكن فكرة أن المرأة كيان مستقل و مواطن له حقوقه و يمكن أن يذهب إلى القضاء و الى الشرطة ليشتكي التعنيف بدأت تأخذ طريقها.
نترك الوقت للوقت كما يقول “ميتران” الزمان هو الذي سيتكفل بهذا كله نحن نزرع البذرة بالضبط مثلما نزرع بذرة الشجرة ثم ليس من الضروري أن نرى نحن هذه الشجرة إذ قد يراها احفادنا او احفاد احفادنا.
و كي نتاكد أن تونس مجتهدة و مستنيرة يكفي أن نذهب إلى البلدان العربية الأخرى و نتحادث مع أهلها فكلما سافرت و حاضرت و تحاورت مع مثقفين عرب إلا و اشادوا بالتجربة التونسية و قالوا انتم مختلفون عنا و بالفعل المرأة التونسية عموما مختلفة عن سائر النساء في البلدان العربية و هذا واقع لا يمكن انكاره و يعود طبعا الى التجديد الذي بدا مع المصلحين و الطاهر الحداد و الى ما قام به الزعيم بورقيبة و ما وصله بن علي و ما يوصله اليوم الكثير من المثقفين ويحاولون فرضه سياسيا.
حاورتاها أسماء و هاجر