« أكد رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي على أن هناك توافقا في الآراء مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشأن الحاجة إلى تحقيق “أقصى قدر من الاستقرار في شمال إفريقيا و ليبيا على وجه الخصوص”.
و قال كونتي للصحفيين خلال زيارته لمتحف قطر الوطني بالدوحة “مع أمير قطر قمنا بتحليل القضايا الدبلوماسية الأكثر سخونة مثل ملفات ليبيا و الجزائر و تونس. و تبادلنا الآراء و كلنا نريد أقصى قدر من الاستقرار في شمال إفريقيا و ليبيا على وجه الخصوص”.
هذا ما أوردته وكالة الأنباء الإيطالية في نسختها العربية نقلا عن مراسلها في الدوحة و هذا التصريح يؤكد بوضوح التدخٌل القطري في تونس الذي بدأ منذ ما قبل 2011 و الدور المشبوه الذي تلعبه في ليبيا فإذا كنٌا نتفهٌم أهتمام إيطاليا بالوضع في جنوب المتوسط و خاصة الدول التي تتقاسم معها ضفة المتوسط فإننا لا نفهم سر ” تبادل الآراء ” في الشأن التونسي والليبي مع إمارة صغيرة في أقصى الخليج بعيدة عنا بآلاف الأميال ؟
و السؤال الذي يتبادر الى الذهن في خصوص هذه الزيارة الى قطر التي قام بها رئيس وزراء إيطاليا كونتي هو تزامنها مع القمة العربية فالواضح أن هناك توافقا بين قطر و إيطاليا و تركيا على دعم الاخوان المسلمين في تونس و ليبيا و رهان إيطاليا على حكومة السرٌاج التي لا تملك أي سلطة على الأرض دليل واضح على هذه المقاربة التي تعتبر أن الأخوان المسلمين يمثلون عنصر “أستقرار” في حين الحقيقة غير ذلك فكل الدول التي أصبح فيها الاخوان المسلمين قوٌة سياسية في الحكم أو المعارضة أصابها التفكك و الخراب و الأنهيار الأقتصادي.
و الغريب أن برقية وكالة الأنباء الإيطالية التي ذكرت فيها تونس لم تلق أي رد فعل من الحكومة التي كان من المفروض أن تدين التدخٌل القطري و الإيطالي في الشأن التونسي فعلى حد علمنا أن تونس فيها مؤسسات و حكومة شرعية صادق عليها مجلس نوٌاب منتخب من الشعب و رئيس منتخب مباشرة من الشعب التونسي و ليست بلدا منكوبا و لا نزاع فيها حول الشرعية.
و إذا كانت لتونس مصاعب اقتصادية فكل الدول يمكن أن تعاني من أزمات وهذا لا يعني أن تصبح ملفا على طاولة رؤساء و ملوك أجانب كما لو كانت دولة منكوبة…!!!