بعد ثلاثة أيٌام من القمة العربية التي أحتضنتها تونس أعلن المشير خليفة حفتر أن الجيش الليبي سيدخل طرابلس لبسط سيادة الدولة الليبية و تصفية المليشيات التي وصفها بالإرهابية.
دخول الجيش الليبي الى طرابلس العاصمة يعني عمليا نهاية حكومة الوفاق الوطني التي يقودها فائز السرٌاج المدعوم من الأمم المتحدة و المرفوض من مجلس النوٌاب و الحكومة المؤقتة المدعوم من الجيش كما يعني نهاية مخرجات مؤتمر الصخيرات الذي راهن على المجلس الرئاسي و المجلس الأعلى للدولة الذي يرأسها خالد المشريللوجه الآخواني البارز.
تزامن دخول حفتر لطرابلس مع القمة العربية حدث له دلالاته فالواضح أن حفتر حصل على ضوء أخضر من القمة العربية التي أكد كل المتدخلين فيها من رؤساء و ملوك على ضرورة مقاومة الأرهاب و التطرٌف و بسط سلطة الدولة و لا نعتقد أن حفتر كان قادرًا على دخول طرابلس دون دعم عربي و ربما دولي و هو ما نفهمه من تصريح وزير داخلية الوفاق الوطني باشا أغا الذي قال أن المجتمع الدولي خذلنا.
و الثابت أن معركة طرابلس ستكون لها تداعيات سياسية كبيرة أهمها سقوط ورقة الاخوان المسلمين نهائيا فحكومة السرٌاج جاءت أساسا لمنح الشرعية للأخوان المسلمين بعد هزيمتهم في أنتخابات 2014 و التي أنقلبت على نتائجها أنذاك حكومة الغويل التي أستقرت في طرابلس فيما أستقر مجلس النوٌاب و الحكومة المؤقتة في الشرق الليبيوبداية الأنقسام الليبي.
و قد جاءت حكومة فائز السرٌاج بغطاء أممي هدفه الأساسي أدماج الآخوان المسلمين و حزبهم العدالة و البناء في العملية السياسية بعد أن خسروا الأنتخابات !
كما تسبق عملية دخول حفتر الى طرابلس المؤتمر الجامع لليبيين منتصف الشهر الجاري إذ تعهد المشير خليفة حفتر بحماية المؤتمر مؤكدا في تصريحه على أن دخول طرابلس لا يتناقض مع المفاوضات السياسية فهدف عملية تحرير طرابلس هو القضاء على المجموعات الحاملة للسلاح خارج سلطة الدولة و الواضح أن حفتر يريد خلق واقع جديد على الأرض لفرض أرضية جديدة لا مكان فيها للأخوان المسلمين.