-
فجأة… النهضة خارج الحكم… في عُزْلَة شعبية… ودولية…!!!
الوسط نيوز – القسم السياسي
يمكن القول بعد منعرج 25 جويلية أن المثل الذي ينطبق على حركة النهضة في علاقتها بقيس سعيد هو “اللي يحسب وحدو يفضلو” فقد ساندت الحركة قيس سعيد في الحملة الإنتخابية بقوة ليس في الدور الثاني فقط بل حتى في الدور الأول إذ أن عبد الفتاح مورو كان المرشح الرسمي للحركة لكنه ليس المرشح الفعلي إذ راهنت بقوة على قيس سعيد وذلك لثلاث إعتبارات أساسية الاعتبار الأول إعتقادها أن قيس سعيد ليست له خبرة سياسية وليس له حزام برلماني وبالتالي يمكن التحكم فيه وتوجيهه وجعله أسيرا لها في القصر دون صلاحيات مثل ما فعلت مع منصف المرزوقي.
أما الاعتبار الثاني فهو مواقف قيس سعيد المعادية المنظومة القديمة التي كانت تخشى عودتها لو صعد مثلا الدكتور عبدالكريم الزبيدي الذي كانت تعتبره ممثلا للدولة العميقة التي عملت خلال عشر سنوات على تفكيكها فتوافقها مع الباجي قايد السبسي كان مفروضا عليها ولم يكن خيارا باعتبار أن هاجس النهضة الدائم هو عودة الحركة الدستورية إلى الحكم وتصفية منظومة 14 جانفي التي حصنتها بهيئات دستورية ودستو رملئ بالفخاخ والثغرات وكان بالنسبة لها من المستحيل تأويله بالطريقة التي نفذها قيس سعيد يوم 25 جويلية بغلق مجلس نواب الشعب ويبدو أن سعيد لن يقف هنا بل سيواصل تفكيك المنظومة بما يسمح به “الوضع الإستثنائي” و”الخطر الداهم” الذي لم تقرأ له حسابا عندما عطلت تشكيل المحكمة الدستورية. التي تدفع الحركة اليوم ثمن غيابها.
أما الاعتبار الثالث فهو المرجعية الدينية المحافظة لقيس سعيد وهو ما يجعله قريبا منها في أطروحتها السياسية التي تعتمد أساسا على الرؤية الدينية ومعاداة العلمانية وإستعمال الدين كورقة لإقصاء خصومها وتعبئة الشارع.
لكن تجري الرياح بما لم تشته سفينة النهضة التي وجدت نفسها فجأة خارج الحكم وفي عزلة شعبية داخل البلاد ودولية خارجها بعد مساندة أغلب الدول القرارات التي أتخذها قيس،سعيد في ذكرى الجمهورية التي قد تكون بداية الجمهورية الثالثة التي يحلم بها التونسيين بعيدا عن هيمنة الاسلام السياسي والنظام البرلماني الذي عطّل كل شيئ في تونس طيلة عشر سنوات.