-
مروان العباسي … اجماع وطني….واشعاع دولي
-
الدوائر المالية العالمية اصبحت طرفا محددا في عملية الانقاذ التي لا تحتمل مزيد الانتظار
-
غير مسموح لسعيد بالاجهاض على ما بدأه يوم 25 جويلية… بسوء اختيار رئيس حكومة للمرة الثالثة…!!!
-
تعيش تونس اليوم وضعا اخطر من الانهيار الذي خلفته فترة التعاضد
الوسط نيوز – كتب مصطفى المشاط
دخلت تونس منذ 25 جويلية الماضي منعرجا حقيقيا و تاريخيا سيكون له حتماً تأثيراته و يحدد مستقبلها. وهو يوم عيد الجمهورية بالذات الذي مثل القطع و الحسم مع منظومة الربيع العربي متمثلة في الإخوان… الذين كان رمزهم… ممنوع من دخول برلمانه المغلق… يوم الإحتفال بعيد الجمهورية …!!!!!
…و في ذلك… اكثر من دلالة… و اكثر من رمز…
و اليوم فإن الوضع غير الوضع… و سيكون هناك ما قبل…و ما بعد 25 جويلية 2021.
و للرئيس قيس سعيد دور كبير في ما تحقق.
انتقال تعبر عنه العديد من التطورات و الزيارات و المكالمات المتلاحقة.
الا ان اخطرها و اعمقها هو اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية بوزير الخارحية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد اله آل سعود و يعتبر هذا اللقاء رسالة مضمونة الوصول و مباشرة و مساندة مطلقة لما اقدم عليه قيس سعيد .
و قد تعزز هذا الموقف بعد محتوى المكالمة الهاتفية الداعمة… و التي دامت ساعة كاملة بين رئيس الجمهورية و مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان…!!!
و البديهي ان المملكة العربية السعودية لا يمكن ان توافق على مساعدة تونس و انقاذها ما لم تتحصل على الأقل على الضوء الأخضر الامريكي.- ان لم تكن اوامر – مع الضمانات الكافية و الضرورية للقضاء على الإخوان . وهو نفس شرط الإمارات العربية و مصر….!!!!
…و اليوم … فإن اخطر سؤال و اشكالية تطرح هي : من سيكون قائد السفينة التونسية الجديدة ااذي لا بد ان يكون رجل اقتصاد تونسي… غير مهاجر …و له دراية بالواقع الإقتصادي المالي و الإجتماعي التونسي. بما ان مشاكلنا الجوهرية و الأساسية لها صبغة نقدية واقتصادية بامتياز ؛ بعد حالة الإفلاس التي بلغتها تونس.
اذ نجد انفسنا اليوم في وضع شبيه الى حد كبير -ان لم يكن مطابق- لوضع بلادنا في فترتين خطيرتين من تاريخها .
و لم تخرج منهما الا بتطبيق برامج انقاذ بالتنسيق مع الدوائر المالية العالمية التي اصبحت عنصرا محددا .
فأما الفترة الأولى الخطيرة و المطابقة لما نعيشه اليوم بعد 10 سنوات من “الربيع العربي ” فأنها تلت عشرية التعاضد .
في حين تتعلق الفترة الثانية بسنوات87 التي تميزت هي بدورها بمالية عمومية فالسة… و عجز عن التسديد ..!!
و ما اشبه وضعنا في 2021…بوضعنا في 1970….و 1985فبعد المرحوم الهادي نويرة و ما رافقه من برامج و انفتاح اقتصادي و قانون افريل 72.جاءت فترة برنامج ثلاثي الهيكلي(plan d’ajustement structurel : p a s ) الذي أنطلق مع المرحوم اسماعيل خليل. وهو كذلك محافظ البنك المركزي…
…و اليوم .. و كما يقول القول الفرنسي : jamais deux ..sans trois .. فإن الأوضاع و الإفلاس و حتمية المرور بمشروع انقاذ تكون فيه الأطراف المالية العالمية طرفا هاما فإن ثالث محافظ بنك مركزي تونسي قادر على انجاح في هذه المهمة. يبقى المحافظ الحالي للبنك المركزي مروان العباسي.
فالتاريخ يعيد نفسه خاصة و ان العباسي يحظى باجماع وطني استثنائي لا غبار عليه .
زد على ذلك نجاحه – في فترة ازمة حادة – في قيادة السياسة النقدية و تصرفه الامثل و الرصين في الضغط على قيمة العملة الوطنية في ظرف شهد فيه العالم تهاوي و سقوط عملات اجنبية …كانت بالأمس ملا ذا ضريببا …
فضلا عن اشعاع دولي و مصداقية و علاقات متطورة مع الدوائر المالية العالمية نادرا ما تتوفر .
وهو ما يضمن انطلاق الانقاذ دون ضياع المزيد من الوقت. فلا تونس قادرة اليوم على مزيد هدر الوقت بعد كل هذا الدمار و الافلاس. .. و لا قيس سعيد مسموح له بسوء اختيار يقضي على المصداقية التي حققتها اجراءات يوم 25…التي لا بد ان تتواصل بكل اصرار.
خاصة انه لم يوفق في مناسبتين في حسن اختيار رئيس الحكومة…!!!؟؟
…و لا حتى الدوائر المالية العالمية تسمح هي بدورها لتونس بالتمادي في التدمير الداخلي….!!؟؟