-
الصادق شعبان ” الجريمة متلبسة و على المباشر … “
تعليقا عن حادثة العنف الذي تعرضت له رئيسة كتلة حزب الحر الدستوري عبير موسي من النائب السابق عن ائتلاف الكرامة صحبي سمارة الذي عنفها ماديا ومعنويا خلال الجلسة العامة ، كتب الوزير الأسبق الصادق شعبان عن خطورة هذا الوضع السياسي الذي سنجد صداه في الشارع التونسي قريبا !!!
و فيما يلي نص التدوينة:
“نندد … و نندد… و بعد ؟
حادثة الأمس يجب ان تنبه للخطر… فالعنف يولد العنف … و الانفلات ممكن … صفع عبير موسي و لكمها على المباشر و الكلام البذىء الذى هيأ للعنف و واكب العنف… الحدث كان على مرآى و مسمع كل التونسيين و كل العالم …
الصفعات و اللكمات هي لكل الدساترة و لكل الوطنيين و لكل الديمقراطيين …و لا يمكن لأي منهم الا يحس انه صُفِع و لُكِم كما صفعت و لكمت عبير … مكتب البرلمان ” يندد ” .. في حين ان الجريمة متلبسة …حصلت في البرلمان على المباشر …
الحكومة ” تندد ” في حين ان الجريمة متلبسة … نقلها الإعلام مباشرة … رؤساء الاحزاب هاتفوا مسؤولي الإعلام للتعجيل بإصدار بيانات ” تنديد ” … النقابات ” تندد ” هي أيضا …
فالسياسة أصبحت الركح الضروري للظهور … الجمعيات ” تندد ” و من لم ” يندد” بعد سوف ” يندد ” لاحقا … و لما لا … ما هي الكلفة … قريبا الاتحاد العالي للبرلمانات سوف “يندد ” … بعض هيئات الاتحاد الأوربي سوف ” تندد “… و حوانيت الأمم المتحدة البالية سوف ” تندد ” …
منافقو حقوق الإنسان كلهم سوف ” ينددون ” قطر سوف ” تندد ” هي الأخرى ! دول المنطقة سوف تصطف … الدول الكبرى سوف تعطينا الدروس … فنحن في مخابر التجارب و صرفوا أموالا لأناس متذييلين …
قرأت اخيرا عن احد كبار خبراء الحروب من الكلية الحربية الأمريكية ان الجيل الرابع من الحروب غير مكلف… حيث يستخدم فيه الخونة من الداخل و يمكن الحصول على المنافع من خلال زعزعة الاستقرار… التونسيون في حيرة… من زمان الان … المصيبة تلو المصيبة… الوباء المتفشي و الموت في كل مكان .. الارتباك … الإفلاس … التسول المنظم … شراء التركات … و اليأس الخطير بدأ يسري عند من يجب ألا ييأس من الوطنيين …. شرك دستوري كبير اوقعونا فيه منذ 2014 …
و وقعوا معنا… وَهْم ديمقراطي قدّموه كطعم للاصطياد … هم يلتقطوننا كما تلتقط الحيتان … القرش يمزق الشباك و السمك الوديع يؤكل او يباع… لكن ارجلهم وقعت في الشرك هم أيضا… و من يحفر جبا لاخيه يقع فيه … الوضع لا يتعفن فقط … الوضع تعفن و انتهى …
الروائح لم تعد تطاق… أطوار العنف توغلنا فيها … من الفضاءات العامة إلى فضاءات السيادة … من فوضى الادارات و الشركات إلى فوضى البرلمان… من الكلام البذيء إلى الصفع و الركل … داخل البرلمان … الإعلام ينقل و ينقل … حصل هو في الشرك أيضا… أصبح يبحث عن الاثارة و كانه يعيش من المستنقعات … فضائيات و فيسبوكيات.. قنوات تونسية و قنوات أخرى أجنبية تلك التي تحبنا جدا جدا … انه مسلسل دون سيناريو مسبق … كل يوم و نصيبه من الأحداث…
و قد لا ينتهي المسلسل الا بانتهاء الممثلين… انتظروا قريبا جدا … على الشاشة .. و في صفحات الفيسبوك … سوف ينزل العنف السياسي الى الشارع… أضعنا وقت التصحيح الحقيقي و مشينا نحو الغنيمية… أضعنا وقت الحوار الجدي و مشينا في المساومة و كسب المواقع من خلال الحوار … ما بقي للوطن إلا أخذ الأمور بقوة… لكن من يمكنه اخذ الأمور بقوة اليوم ؟؟
يئست من التوجه إلى رئيس الدولة… أثق في نزاهته و وطنيته …لكن هذا لا يكفي … له مسؤوليات دستورية عليه أخذها … كما لا أعتقد في سلامة مساره للتصحيح… التوجه الدونكيشوتي غير ممكن … الكل فاسد هذا غير صحيح … منهج بورقيبة القائم على الواقعية و المرحلية هو الذي يجب أن يتبع … و الدوام ينقب الرخام …
السياسة إسمها على جسمها كما يقال، تدبير و لطف … واقعية و مرحلية … مجلس الأمن القومي يبقى عندي هو الحل … مجلس موسع، و مرتب ، لا يقصي و لا يميّع …
هل يهتدي رئيس الجمهورية الى هذا و يرتب لإنقاذ الوطن !!! هناك من انتقدني من الاحزاب معتبرا ان هذا المسار يقصيه من التاثير !
اقول انه مخطىء و عليه اخذ البعض مما تبقى افضل من ان يخسر الكل … لا إقصاء لاي طرف … لا تحامل … لكن يجب اخذ الأمور بصرامة : فمصلحة الوطن لا تفوقها مصلحة و قوة الدولة لا تعلوها قوة… خطة مرتبة … تتضمن فيما تتضمن :
– حكومة مصغرة للانتقال…
– و حل مجلس النواب…
و استفتاء للعودة للنظام الرئاسي و للخروج من التمثيلية النسبية …
– و انتخابات جديدة على قواعد جديدة … دون هذا … سوف نبقى في دوامة سلبية… الوضع يزداد سوءا… مرض و جوع و فوضى و دماء … الدولة الان متلاشية … مسك الدولة من جديد ضرورة … و ليس ثمة غير مجلس الأمن القومي لمسك الدولة …
التنديد لا يغني من جوع… العنف مهيؤ للإزدياد و للانتشار … و الخوف هو النزول الى الشارع … ليس لي من دافع فيما اقول سوى حب هذا الوطن …
ما أعطانا اكثر بكثير مما اعطيناه… و نشأنا على مبدأ حبه و حمايته.. النسور الكبرى و أشباه النسور الصغرى ما زالت تتصيد كل جريح … “