وكالة للتصرف في ديون تونس …هذا ما أسفرت عنه زيارة رئيس الحكومة الفرنسية جون كاستيكس لتكون تونس على خطى لبنان إذ انعدمت ثقة المانحين في الطبقة السياسية الحاكمة بسبب الفساد وسوء الادارة ويمكن اعتبار هذه الخطوة هي الأخيرة قبل اعلان افلاس البلاد لكن ليس هذا فقط بل تذكرنا هذه الوكالة بالكمسيون المالي الذي أقرته السفارات الأوروبية في تونس في القرن التاسع عشر عندما أفلست البلاد بسبب الفساد المالي ونهب مقدراتها وقد كانت لجنة الكومسيون المالي بداية تشريع الاستعمار الفرنسي.
اليوم لا يحتاج الاستعمار إلى جيوش على الأرض بل يكفي فرض وصاية على بلد والتصرف في موارده إلى حين تصفية ديونه فيما يشبه المؤتمن العدلي في القضايا ذات الطابع المالي والاقتصادي مثل تنازع الورثة أو الأملاك المصادرة لفائدة الدولة أو لفائدة دائنين .
يحدث هذا بعد ثورة الكرامة فهل مازالت هناك كرامة عندما يتم رهن ميزانية الدولة ومواردها لتسديد ديونها !