- النهضة شوهت صورة أمريكا… و اصبحت مرتبطة بالفشل… الفساد… و خاصة الإرهاب العالمي…
- الدستوري الحر سيواصل الحسم في النهضة و الربيع العربي باكثر شراسة
تونس الوسط نيوز / كتب مصطفى المشاط
في نفس التوقيت تقريبا الذي كان يؤدي فيه راشد الغنوشي زيارة هي أقرب الى”الوداع” الى قطر… تجاهلتها وسائل الإعلام الرسمية و لم تظهر لا نتائجها و لا فحواها…!!!
…في نفس هذا التوقيت كان السفير الامريكي يزور عبير موسي في مقر حزبها بالذات…!!!!
…زيارات… قد تلخص لوحدها هذا التحول الذي تشهده تونس… و المنطقة بصفة عامة. بعد كل التطورات لا فقط في الجارة ليبيا… و أنما اساسا في كل من مصر/ السعودية و تركيا….!!!!
فبعد جفاء طويل مع الدساترة الذين ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية في الإطاحة بهم في 2011 بعد سنوات من دعم “الأسلاميين” وفق مقاربة يبدو أن الأدارة الأمريكية بصدد مراجعتها زار أمس السفير الأمريكي بلوم مقر الحزب الدستوري الحر وألتقى رئيسة الحزب عبير موسي.
هذا اللقاء سبقته مجموعة من الأحداث لابد من التوقف عندها.
ففي لقاء سوسة توجهت عبير موسي بخطابها إلى الأدارة الأمريكية وأكدت على أن أرادة الشعب التونسي لا تتحكم فيها السفارات حتى وأن أرادت تأبيد حكم الأخوان.
كما رفضت أستقبال مساعد السفير ووجهته إلى الأمين العام المساعد للحزب عملا بالمثل ثم وجهت رسالة خطية إلى السفارة الأمريكية كتابة مجموعة من الإيضاحات حول ما يروج له بعض قادة حركة النهضة والمتعاطفين معهم عن تدخل أمريكي في مؤتمر الحزب في الصيف القادم.
بعد هذه المحطات غير الودية في علاقة الحزب الدستوري الحر زارالسفير الأمريكي بلوم عبير موسي وفي هذا دلالة سياسية كبيرة فممثل الإدارة الأمريكية اعتاد ان يلتقي قيادات الأحزاب المعارضة في مقر السفارة مثلما كان يحدث مع معارضي بن علي الذين كانوا يترددون على السفارة الأمريكية ويتلقون التعليمات.
ثانيا أن هذا اللقاء هو أول تواصل رسمي وغير رسمي بين نظام بن علي (عبير موسي تعلن أنه أمتداد لهذا النظام الذي أطاحت به واشنطن وعوضته بالإخوان) منذ عشر سنوات تولى فيها الأخوان حكم البلاد وكانت النتيجة أخفاق كامل على المستويات جميعها بل الرهان الأساسي الذي كان يقود الإدارة الأمريكية وهو أدماج “الأسلاميين” في التجربة الديمقراطية والتخلي عن خطاب عداء الغرب والتكفير والعنف أزدادا رسوخا بعد تمكن الأخوان من مفاصل الدولة وهذا لا يخفى عن المخابرات الأمريكية التي تعرف ما تحت الأرض وما فوقها.
فهذه الزيارة هي عودة العلاقة بين الدساترة والإدارة الأمريكية وهي علاقة عريقة جدا أنتهت في 2011بإسقاط بن علي وتصعيد الأخوان.
و بالتالي فإن القادم هو حتما مراجعة الموقف الامريكي… لا تعديل موقف الدستوري الحر الذي سيواصل الحسم في منظومة الربيع العربي اكثر من قبل بكثير.
ولكن الرهان على الأخوان بالنسبة للإدارة الأمريكية ليس أبديا وقد تكون حسمت أمرها فالمصالح الأمريكية وديمومتها هي بوصلة واشنطن.
واليوم أصبح الإخوان مصدر تشويه و فقدان لكل مصداقية يعد أن أصبح اسمهم مقترن بالأرهاب والعنف و الإخفاق والفساد.
و هي حصيلة حكم النهضة وقد يكون آن الأوان لواشنطن لمراجعة الكثير من المعطيات والرهانات.
اذن تؤكد كل التطورات و المؤشرات الأخيرة ان “طبخة” جديدة قد تذكرنا بمثيلتيها السابقتين بأدوات ديمقراطية… و دستورية…!!؟؟