زيارة الغنوشي لبيت الصديق هشام جعيط لها دلالات مختلفة وجميعها تشي بسوء النية… فأولا هو يرغب في أن يوحي للناس أنه من أهل الفكر والثقافة.
والحال أنه معاد لهما عداء مشطا. فنحن نعلم أن حركته تحرص دوما على اعداد قوائم سوداء بأسماء مثقفين ومفكرين وفنانين مناهضين لظلاميتها باعتبارهم “أعداء الاسلام”.
ونعلم العداء الذي يكنه الغنوشي لمفكرين عالميين وعرب من امثال الراحل العزيز العفيف الأخضر حتى انه اتهمه بتأليف كتاب ضد النبي محمد لتحريض العامة عليه …
ونعلم مباركته المباشرة وغير المباشرة لجرائم القتل والذبح والسحل التي تعرض لها المثقفون الجزائريون في التسعينات من القرن الماضي.
ونعلم أنه يخطط منذ أن جاء إلى المشهد السياسي لازالة وزارة الثقافة وتعويضها بوزارة الشؤون الدينية, ونعلم أنه يطالب بتعوضات للمجرمين والقتلة من أبنائه في حين لا يعير اهتماما يذكر لأوضاع مثقفين وفنانين يعيشون الفقر ، ومنهم من توفي مهملا بلا ادنى عناية.
ونعلم أن الغنوشي يأتي الى معرض الكتاب لا ليشتري كتبا بل لكي يتباهى بحرسه الخاص. ونعلم أن الغنوشي زار هشام جعيط ليوحي انه اصبح من أعيان البلاد ومن اشرافها. ونعلم أن الغنوشي لم يقرأ كتبا واحدا لهشام جعيط، ولا لأي كاتب أو مفكر تونسي آخر لأنه يعتقد أنه عبقري زمانه.
ونعلم أن الغنوشي لا يحسن القراءة إلاّ بلغته الأم لكننا نراه في بيت هشام جعيط ماسكا بإحدى مؤلفاته بالفرنسية… يكفي من النفاق يا غنوشي فحيلك لا يمكن أن تنطلي إ لا على الأغبياء والسفلة والرعاع الذين يقبّلون جبينك.