-
أمامكم من أشباه زياد الكثير منهم من عاد إلى حاضنته الأولى… كالقوماني ومنهم من بقي يتسكع في ساحة الديمقراطيين والمدنيين كزياد والجورشي واحميدة النيفر
رد الباحث المتخصص في الحركات الأسلامية أنس الشابي على ما قاله زياد كريشان في أذاعة موزايبك حول دعوة القرضاوي في تظاهرة القيروان عاصمة أسلامية سنة 2009 زمن بن علي رحمه الله وحقيقة موقف الزعيم الحبيب بورقيبة من سيد قطب .
وهذا ما كتبه تعليقا على ما ورد على لسان زياد كريشان من دفاع خفي ومقنع عن بؤرة القرضاوي وهو أسلوب برع فيه ما يسمى اليسار الإسلامي، وحتى تتضح المسائل وجب وضع الأحداث في سياقاتها منعا للتلبيس على الناس:
1) استقادم القرضاوي إلى تونس سنة 2009، حدث ذلك ضمن تصور كامل هدفه الإعداد لانتخابات سنة 2014 ذلك أن بعض البله من مستشاري الرئيس السابق ذهب في ظنهم أن الاعتراض الوحيد لتجديد ترشيح الرئيس لن يصدر إلا عن الإخوانجية فحاولوا شق صفوفهم باستمالة البعض منهم وهي خطة سابقة باشرها الهاشمي الحامدي ولكنه فشل فلا بأس من إعادتها مع القرضاوي وهو ما حدث، وهنا يتساءل زياد أين كان المعترضون اليوم على البؤرة يومها في محاولة منه للتشكيك في مصداقية طلب اليوم وهو أسلوب مستهجن يستغفل القارئ، أيامها كانت معارضة هذه السياسة ذات وجهين:
أ- وجه أول تمثله المعارضة المعلنة التي عارضت النظام في كل ما يقوم به التي استشهد بها زياد وهي معارضة للنظام وليست لقدوم القرضاوي وإن استخدمته شماعة لأن قسما كبيرا منها تحالف مع الإخوانجية فيما بعد في 18 أكتوبر ومن هنا يفقد هذا الموقف أي مصداقية وبطبيعة الحال هنالك استثناءات لأناس يستحقون كل الاحترام لأن معارضتهم لقدوم القرضاوي يومها لم تكن نتيجة لموقفهم من النظام بل لتحليل ورؤية وتقييم.
ب- وجه ثان تمثل في من ساندوا النظام في مواجهته للإخوانجية إلا أنهم لم يعلنوا معارضتهم في وسائل الإعلام ولكن بلغوا صوتهم المعترض على السياسة التي ينتهجها النظام وقد تحمل هؤلاء ومنهم كاتب هذه السطور نتائج ذلك بالتجميد والإقصاء الذي طال عددا أتحفظ على ذكر أسمائهم ولكنهم معروفون اليوم بذواتهم ويقفون في الصفوف الأولى دفاعا عن الدولة ومؤسساتها.
2) بالنسبة لبورقيبة لم يعلن الحداد في تونس بعد إعدام سيد قطب فهذه فرية دأب الإخوانجية على ترديدها، عرف بورقيبة هذه النحلة أيام كان لاجئا في مصر وخبر إجرامها ممثلا في الاغتيالات والتفجيرات والحرق وغير ذلك ولهذا السبب بالذات كان موقفه منها لا مفاصلة فيه حتى أنه صرح في أخريات أيامه أن آخر مهمتين ينوي إنجازهما في تونس القضاء على الأكواخ والإخوانجية، أما مسالة المقالات التي نشرت دفاعا عن سيد قطب فهي مندرجة في باب المناكفة السياسية بين الزعيم وجمال عبد الناصر وهو ما أفاض فيه القول توفيق شاوي أحد الإخوانجية وصديق بورقيبة في مذكراته وللعلم لم تخصص جريدة العمل عددا خاصا بسيد قطب بل هنالك مقالات نشرت فيها وفي الصباح بإمضاء الحبيب بولعراس والشيخ محمد الفاضل ابن عاشور والبشير العريبي وغيرهم وجميعها اتجهت إلى التشنيع على عبد الناصر ولم يكن الهدف منها الإشادة بسيد قطب يقول توفيق الشاوي في مذكراته ص82: “ولما عرضت عليه (يقصد بورقيبة) القضية وجد أنها فرصة للتشهير بعبد الناصر والانتقام منه وأصدر أوامره للصحافة والحزب والبرلمان وكل من في تونس للدفاع عن سيد قطب وكان هذا الدفاع يأخذ في كثير من الأحيان صورة النقد والهجوم على الدكتاتورية والاستبداد الناصري”.
بهذا الأسلوب الذي يعتمد التدليس وقلب الحقائق والتعمية والغموض يشتغل قسم من الإخوانجية الذين لا يظهرون إلا إذا كانت الضربة في العظم كما يقال للتبرير والتفتيش عن الأعذار والتخفيف من خطورة الجرائم التي ترتكب في حق البلاد والعباد وأمامكم من أشباه زياد الكثير منهم من عاد إلى حاضنته الأولى كالقوماني ومنهم من بقي يتسكع في ساحة الديمقراطيين والمدنيين كزياد والجورشي واحميدة النيفر وغيرهم فالحذر كل الحذر.