بعد ثلاثة أشهر تقريبا من الصمت عادت أزمة الكامور لتطفو من جديد على سطح الأحداث التونسية بل اتخذت منحى جديدا لم تعرفه سابقا إذ لأول مرّة يتعرّض الجيش التونسي إلى وابل الشتائم التي تلفظ بها طارق الحداد في شريط فيديو على شبكة الفايس بوك تداولته عشرات الفضائيات في العالم كما حدث لأول مرة أن تظاهر مدنيون أمام الثكنة العسكرية بتطاوين وهو ما اعتبره الأميرال المتقاعد كمال العكروت تطور خطير جدا لم تعرفه تونس سابقا إذ كان الجيش دائما بعيدا عن كل التوترات الأجتماعية والتجاذبات السياسية. الواضح أن طارق الحداد و”قيادة” تنسيقية الكامور مسنودين من جهات سياسية لا تخفى على أحد ليس اليوم ففط بل منذ أندلاع الأزمة وقد تم توظيف هذا الملف وتحريكه في كل أزمة سياسية.
اليوم المقصود من تحريك ملف الكامور وأستهداف الجيش هو قيس سعيد بأعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة فإذا صمت عن أهانة الجيش مثل ما فعل طارق الحداد سيكون مدانا في الشارع التونسي لأنه صمت عن الأساءة للجيش اما أذا أصدر تعليماته للجيش برد الفعل فستحدث مواجهة مع المدنيين وستكون سابقة لم تعرفها تونس.
فهناك من ضغط على الزر لتتجدد المواجهة في الكامور الذي أصبح ملفا خطيرا يتعلق بالأمن القومي وستكون له تداعيات خطيرة جدا على أستقرار البلاد ووحدة ترابها.