صورة المحامي عبد الناصر العويني وهو محاصر بمجموعة من قوات الأمن من حفظ النظام المدججين بالهراوات تلخص كل ما حدث خلال عشر سنوات فصاحب البيان الرسمي المدني لسقوط النظام الذي تناقلته وكالات الأنباء وفضائيات العالم مساء 14جانفي وجد نفسه في قبضة الأمن بطريقة مهينة وهو الذي بشر بنهاية عهد الديكاتورية والسلطة الأمنية .
بعد عشر سنوات من الأخفاق الاجتماعي والاقتصادي والأنسداد السياسي لم يبق أمام منظومة 14جانفي التي تقودها حركة النهضة أكبر المستفيدين من رحيل بن علي ووراثة نظامه إلا العنف فالأعتقالات العشوائية ومنع التظاهر وتعنيف المحتجين كانت أبرز ذكريات العامين الأخيرين من حكم بن علي الذي حاول قمع أنتفاضة الحوض المنجمي لكنه فشل بعد أستنفاد أي أمكانية لبقاء نظامه .
فالغاز المسيل للدموع والرش والهراوات وحتى الرصاص لن تحمي نظاما فشل في إيجاد حلول للتنمية وتحقيق الكرامة والتشغيل .