حوالي 250 حزب سياسي وآلاف الجمعيات أغلبها ممولة من الشرق والغرب لم نجد لها أثرا في تأطير الشبان المحتجين الذين أقتحموا البنوك ومراكز البريد والمؤسسات العمومية والخاصة في الوقت الذي لم نلاحظ فيه أي حضور لا الأحزاب التي يفترض أن تؤطر هذا الحراك الأحتجاجي ولا لجمعيات المجتمع المدني وهو ما يكشف حقيقة عشر سنوات مما سمي الثورة المبنية أساسا على الأحزاب وعلى المجتمع المدني
لقد عرى عنف هذه الأحتجاجات التي تم بسببها إيقاف حوالي 700 إلى حدود مساء أمس اغلبهم من القصر حسب بلاغ وزارة الداخلية وهم المشهد السياسي الذي تم الترويج له طيلة عشر سنوات كما فضحت هذه الأحتجاجات تواطئ الأعلام المرئي والمسموع وحقيقة معلقي الصدفة الذين لم يعرفوا من الاعلام إلا البوز وثقافة الأثارة.
هذه الاحتجاجات التي أستهدفت الأملاك العامة والخاصة وقوات الأمن تكشف أننا لا نعيش في الديمقراطية بل في الفوضى فلا ديمقراطية في غياب الأحزاب ولا معنى لأحزاب ليس لها أي امتداد شعبي وأي حضور بين الناس أما الجمعيات وما يسمى بالمجتمع المدني فقد تأكد مرة أخرى ان معظمها ليس إلا “باتيندة” للحصول على الدعم المالي من الداخل والخارج وربما القيام بأدوار تحوم حولها عديد الشبهات فهل يعقل ان تصمت كل الأحزاب والجمعيات طيلة ثلاثة أيام عن أدانة العنف؟
لقد كانت الأحتجاجات الأخيرة شهادة أدانة لأحزاب الانتقال الديمقراطي والمجتمع المدني الوهمي!