يجمع الملاحظون على أن رئيس الحكومة هشام المشيشي اضاع فرصته الأولى عندما فضل الارتهان لحركة النهضة ظنا منه أنها “الضامنة” .
…و اليوم و في خضم مشاورات التحوير الوزاري الواسع المنتظر خلال الساعات القادمة فإن كل المؤشرات تؤكد أن رئيس الحكومة سيرتهن ثانية لنفس النهضة التي تريده ضعيفا لا حول و لا قوة له…!!!!
…في حين أن المعطيات الموضوعية تؤكد قدرة المشيشي على فرض اختياراته و الإعتماد على الكفاءات الحقيقية (و هي كثيرة) و التخلص من المحاصصات الحزبية المقيتة… و القاتلة…!!
ان المشيشي قادر على التدارك و تجنب التورط ثانية في محاصصة جديدة …قاتلة خاصة و ان لا أحد من أعضاء مجلس النواب مستعد لسحب الثقة من الحكومة لأن ذلك يعني ضرورة إعادة الانتخابات… و هي عملية غير مضمونة النتائج اطلاقا لمختلف الأطراف الحزبية المكونة للائتلاف الحكومي ..او ” الوسادة “…!!!
اما عن حركة النهضة فحدث .. و لا حرج… فهي إضافة لتقهقر قاعدتها الانتخابية… و تفككها الواضح فإنها تخاف إعادة المبادرة لقيس سعيد ….!!!
فهل يورط المشيشي نفسه مرة أخرى في متاهات المحاصصة.. و يفوت فرصة انقاذ تونس… ام تكون له الجرأة السياسية الكافية لالتقاط اللحظة التاريخية الحقيقية التي لن تتوفر مجددا ….!!؟
و المفروض ان تدرك الحلقة الضيقة و مستشاري المشيشي هذه اللحظة. الا اذا فقدت القدرة على تحليل الواقع السياسي..او أنها تفتقد لهذه القدرة اصلا …!!!