تونس – “الوسط نيوز” – كتب : مصطفى المشاط
-
تونس أرض صراع على النفوذ مفتوح على جميع الاحتمالات
لم يكن الرئيس قائد السبسي في حاجة إلى تقديم تلك الأرقام الاقتصادية المفزعة للتأكد من ان الافلاس يهددنا بخطى ثابتة… بقدر ما كان في حاجة ماسة الى التأكيد على نهاية النموذج السياسي في الحكم الذي أدى الى أوضاع خطيرة في عدد من الدول العريقة في اعتماد الديمقراطية…
و لسنا في حاجة كذلك لمعرفة حجم الوفد الرسمي السعودي في القمة العربية القادمة يومي 30/ 31 مارس الجاري ( 1300 مشارك) للتأكد من ان هذه القمة هي عكس قمة “اصدقاء سوريا” التي نظمتها قطر و تركيا تحت حكم الترويكا و تحديدا حركة النهضة و التي انسحب منها الوفد السعودي و تضمن بيانها الختامي غلق السفارات السورية حول العالم… في حين تنظر قمة تونس القادمة في عودة سوريا الى الحضن العربي…؟؟؟
قد تكون هذه المعطيات لوحدها على “بساطتها” كافية لتعكس التحولات الجذرية التي يشهدها الوضع الداخلي ؛ الإقليمي و بطبيعة الحال الدولي . فهي لم تحصل من فراغ و قد تكون مهدت لها منذ سنتين القمة الامريكية العربية الاسلامية في الرياض في ماي 2017 و هي قمة انتهت الى التزام الدول المشاركة بمحاربة الاٍرهاب بكل اشكاله و التصدي لجذوره الفكرية و تجفيف مصادر تمويله…
و في الأثناء مثلت القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ المصرية في فيفري الماضي لقاءا استثماريا حصلت فيه صفقات تاريخية غيرت جذريا مواقف دول عظمى عرفت سابقا بدعمها للاخوان…!!!
و طبيعي جدا ان يؤثر الوضع عند جارينا الليبي و الجزائري على اوضاعنا الداخلية. و إذا ما طالبت المستشارة الألمانية رعاياها بمغادرة ليبيا فورا مباشرة بعد وصول قائد القوات الامريكية في افريقيا (افريكوم) ؛ تزامنا مع زيارة وزير الدفاع الفرنسي و تحول الوزير الاول الجزائري الى روسيا و الصين ؛ فإن هكذا تحركات ـ ظاهريا ديبلوماسية و باطنيا عسكرية و استراتيجية ـ تغيب عنها حتما الصدفة و الارتجال و تطرح بكل إلحاح تساؤلات خطيرة تتعلق بمنطقتنا و أساسا تونس التي تسير بخطى ثابتة و حثيثة نحو افلاس داهم…!!!؟؟
و اذا ما كانت تونس هي “مهد ااربيع العربي” بارادة أمريكية و بأياد قطرية/ تركية / اخوانية قان كل المؤشرات و المعطيات تؤكد ان نفس المقاول سيغير أدوات التنفيذ… لتتحول الى… “لحد الربيع العربي”… خاصة مع ما يتردد في أوساط ديبلوماسية عربية عن امكانية تضمن البيان الختامي لقمة تونس لقرار عربي مضر بمستقبل الإسلام السياسي…!!!؟؟
فهل نحن اليوم امام منعرج خطير لا بالنسبة لتونس فقط… و إنما للمنطقة ككل… و هل ان القمة العربية القادمة ستكون موكب دفن “الربيع العربي”… و هل ان تأكيد الرئيس السبسي امس بمناسبة ذكرى الاستقلال و قبل أسبوع فحسب من القمة العربية على نهاية النموذج الديمقراطي للحكم يعني ان نموذجا جديدا يقضي على الفوضى و يجنب الافلاس القادم بخطى حثيثة هو الأقرب في ظل عجز طبقة سياسية برمتها…!!!؟؟