-
أحلام مٌجْهَضة… و بلاد مختطفة…!!!
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
تناولت معظم وسائل الإعلام في العالم الذكرى العاشرة لاندلاع الاحتجاجات التي انتهت بإسقاط نظام بن علي وصعود الإخوان المسلمين إلى الحكم ومن أوروبا إلى العالم العربي اجمعت معظم وسائل الإعلام على أن عبق الياسمين والربيع الديمقراطي لم يبق منه شيء غير غضب العاطلين عن العمل والفقراء بعد أن فشلت الثورة في تغيير حياة الناس إلى الأفضل وتراجع تونس في كل التصنيفات العالمية.
صحيفة إيطالية كتبت في صفحتها الأولى لم يبق من الياسمين الا القليل…
بن علي لم يعد موجودا لكن الغاز أيضا كما تعرضت الصحف الفرنسية إلى الحصيلة الهزيلة لعشر سنوات بعد غياب بن علي اما داخل البلاد فقد تجمع المحتجون في ساحة 17 ديسمبر في سيدي بوزيد منددين بالمنظومة الجديدة التي تحكم البلاد منذ عشر سنوات محملينها حالة الخراب التي سقطت فيها تونس احلام مجهضة وبلاد مختطفة كل الأحلام تبخرت بعد أن تم تحويل وجهة البلاد إلى مسار جديد عنوانها البارز اخونة تونس وتحويلها إلى مركز للاسلام السياسي باحضان مؤسساته وتغيير البرامج المدرسية وتجفيف كل منابع التحديث وتعميم التعليم الديني عن طريق ما يسمى بفروع جامع الزيتونة والتعليم الشرعي والصيرفة الإسلامية وتحويل البلاد إلى مزبلة للنفايات الإيطالية و تكديس السلع التركية وتدمير الصناعة الوطنية إذ أغلقت المصانع واحيل الآلاف على البطالة فيما مازال المستفيدون من الثورة يتحدثون عن الربيع التونسي والديمقراطية التي يحسدنا عليها العالم غير عابئين بكل أستطلاعات الرأي حول نوايا التصويت التي يتصدرها الدستوري الحر وصعود هذا الحزب هو ترجمة عملية للخيبة الكبرى للتونسيين بعد أن اختطف الإسلام السياسي بلادهم التي كانت نموذجا في التحديث.