-
هل حان وقت كشف خفايا أحداث 14 جانفي ؟
-
اختفاء كل الذين تنبؤا خطاب “الثورة”…!!!
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
كشف وزير الداخلية بعد سقوط نظام بن علي فرحات الراجحي في حوار إذاعي أن الاموال الطائلة والمخدرات التي “وجدت” في قصر قرطاج بعد مغادرة بن علي للبلاد كانت مسرحية تم ترتيب السيناريو لها وتصويرها وبثها في برنامج تلفزي لشيطنة بن علي حسب قوله وأكد الراجحي ان الاموال التي قيل انها وجدت في قصر قرطاج تم نقلها من البنك المركزي لكن لم يوجد لها أي إثر وكان من المفروض إيداعها في الخزينة العامة كما لم يتم فتح تحقيق في المخدرات التي قيل انها وجدت في قصر قرطاج.
تصريحات الراجحي جاءت لتؤكد ما يتداولها الشارع التونسي منذ عشر سنوات عن أحداث 14 جانفي وخفاياها إذ تمت شيطنة بن علي ونظامه دون تقديم حقيقة ما حدث للشعب التونسي حتى تطوى هذه الصفحة الغامضة خاصة أن بن علي مات دون أن يقدم روايته للأحداث في الوقت الذي صمت فيه بقية الفاعلين مثل الجنرال رشيد عمار و”الجنرال السرياطي ووزير الدفاع رضا قريرة وكمال مرجان وزير الخارجية واصهار بن علي وخاصة بن مبروك والماطري ومحمد الغرياني وغيرهم فحتى الذين تحدثوا من هؤلاء قدموا روايات منقوصة وغير دقيقة.
فتصريحات الراجحي المعروف بالسيد نظيف أنذاك عندما أعفى بضغط من سهام بن سدرين وبعض الحقوقيين والسياسيين المعارضين لبن علي خيرة ضباط وزارة الداخلية بجرة قلم والذين أنصفتهم المحكمة الأدارية تعيد التأكيد على ضرورة كشف الحقيقة بما فيها لغز القناصة بعد أن أكدت كل الأبحاث الأمنية والعسكرية ان الشهداء الذين سقطوا بين 17 ديسمبر و 14 جانفي قتلوا برصاص لا يملكه لا الأمن التونسي ولا الجيش ليبقى السؤال مطروحا من قتل أبنائنا ومن سهّل تسللهم إلى تونس ؟
فبدون أعادت طرح هذا الملف لن تلتئم جراح الذاكرة التونسية ومن المفارقات أن سهام بن سدرين والمدافعين عن العدالة الانتقالية وكشف الحقيقة عادوا إلى 1 جوان 1956 لكنهم يتجاهلون حقيقة ما حدث في تونس في الفترة الممتدة بين 17 و 14 والتي انتهت بشيطنة دولة الأستقلال بعهديها واعتبار سنوات الإستقلال بكل ما فيها من مكاسب مجرد خراب وفساد! وبعد عشر سنوات اختفى كل الذين تبنوا هذا الخطاب وروجوا له وغادروا من الباب الخلفي فمنصف المرزوقي خسر مع حزبيه موعدين انتخابيين ولم يعد له لا هو ولا حزبه الجديد كما اختفت سهام بن سدرين وحمة الهمامي وأصبح أشد السياسيين عداءا لبورقيبة مثل قيادات حركة النهضة كلطفي زيتون ونورالدين البحيري يترحمون على بورقيبة ويعتبر ونه زعيم وطني في الوقت الذي تصعد فيه أسهم الحزب الدستوري الحر في نوايا التصويت. أننا أمام حلقة جديدة من مكر التاريخ.!