-
قاد حملات التحشيد ضد المثقفين… و لم يقطع مع الإرث الإخواني
مازال الشارع السياسي يتداول تصريحات لطفي زيتون القيادي المستقيل من كل هياكل حركة النهضة والتي اعتبر فيها أن النهضة في طريق الاندثار وحمل فيها راشد الغنوشي مسؤولية الأزمات المتتالية التي تعيشها البلاد منذ عشر سنوات مؤكدا على أن ما سمي بالثورة سببا في تراجع البلاد داعيا إلى طَي كل صفحات الماضي والمصالحة الشاملة .
تصريحات لطفي زيتون تمثٌل رؤية مغايرة لكل خطابات حركة النهضة عبر قيادييها لكن السؤال الذي يطرح هل كانت هذه التصريحات نتيجة مراجعات فكرية وسياسية عميقة للطفي زيتون أم رد فعل على أبعاده من الدائرة المضيقة لراشد الغنوشي الذي كان مديرا لمكتبه طيلة سنوات في لندن وأقرب شخصية له .
زيتون عرف بأنهم من القياديين القلائل في الحركة الذين لهم حس سياسي وهو من المقربين للأوساط البريطانية لذلك فإن تصريحاته لا يجب أن تمر دون ان نتوقف عندها فلطفي زيتون الذي يقدٌم اليوم نفسه في جبة التونسي المعتدل الذي قطع مع أرث الأخوان المسلمين المعروف بالعنف والقتل والأغتيالات والتكفير لم يعتذر عن هذا الارث السيء ولم يقر بالخطأ بل لم يعتذر حتى على حملات التحشيد التي قادها في 2012 ضد المثقفين والصحفيين والاداريين ويكفي أن نذكر هنا حملة أكبس وأعتصام اعلام العار أمام مؤسسة التلفزة التونسية فهو يتحدٌث اليوم وكأن شيئا لم يكن وهو ما يطرح سؤالا كبيرا حول خلفية هذه الأستقالة وتوقيتها وتصريحاته خاصة بعد إعلانه أمكانية تأسيس حزب محافظ .
هذه الإستقالة والتوجه الجديد لزيتون قد تكون له خلفية أخرى إذ يدرك زيتون أن القوى الدولية حسمت موقفها مع الأسلام السياسي بعد صعوده للحكم في ثلاث دول عربية وفقدان الاخوان للسردية المظلومية وبالتالي فقدانهم للقاعدة الشعبية والتعاطف الذي حصدوه في 2011 كما يدرك أن هناك توجها دوليا جديدا ضد اردوغان الذي قد يلقى قريبا مصير صدام حسين وبالتالي أدرك ان الاسلام السياسي بلا مستقبل وقد تكون حركة النهضة قريبا مشمولة بالكثير من التتبعات فيما يتعلٌق بقضايا التسفير خاصة ولذلك فإن مبادرة زيتون قد تمٌت بالتنسيق مع الغنوشي نفسه لأنقاذ الحركة من نفسها و”دفن “النهضة القديمة للتأكيد على القطع مع الاخوان المسلمين والظهور بواجهة جديدة كحزب تونسي محافظ !