تعتبر مكتبة “نهج أنجلترا” من بين أقدم المكتبات في تونس العاصمة وأغناها، ورغم عراقتها الضاربة منذ القدم، فإنها مهددة اليوم بالإغلاق نهائيا بسبب الصعوبات المالية التي يواجهها مالكها.
وأكد صاحب المكتبة “فوزي الهذيلي” في تصريح له على أن قرار إغلاقها يعود إلى تراجع عدد القراء والمبيعات، الأمر الذي تسبب في عدم قدرته على دفع رواتب موظفيه وسداد ديونه المتعلقة بالصناديق الإجتماعية ودفع الفواتير المتخلدة بذمته.
دفن المعارف العلمية
وأمام تراكم الديون وضعف المرابيح، إختار “الهذيلي” إغلاق المكتبة نهائيا ودفن المعارف العلمية والكنوز داخلها، إذ تجمع هذه المكتبة العريقة قرابة 300 ألف كتاب من بينهم بحوث ودراسات علمية وروايات ومجموعات شعرية بعدة لغات مثل الفرنسية، الإنقليزية، الإيطالية، الألمانية والإسبانية.
وطالب “الهذيلي” من وزارتي الشؤون الثقافية والتربية بالتدخل العاجل لدعم مكتبة “نهج أنجلترا” بإعتبار أنها تحتوي على كتب تعود إلى بداية القرن العشرين، وهي مكتبة تزخر بتراث معرفي وإنساني يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة، كما دعى كل الأطراف المتداخلة في هذا القطاع إلى دعم بائع الكتب عموما والحفاظ عليه وتشجيع الناشئة على القراءة والإهتمام بالكتب الورقية.
مبادرة في الغرض
وفي ذات الإطار، بادر “صلاح الشهايبي” الطبيب التونسي المقيم بفرنسا بإطلاق حملة لدعم صاحب المكتبة تحت عنوان “الشقاقة الإلكترونية” وهي عبارة عن حساب مفتوح لجمع التبرعات المالية لمساعدة مالك مكتبة نهج أنجلترا على تسديد ديونه.
سمراء مدوري