-
هل تلتزم تونس بالاتفاقيات المبرمة لمكافحة الإرهاب…!!؟؟
-
زيارة “خطيرة” نهاية الأسبوع لوزير الداخلية الفرنسي…!!؟؟
-
كيف ستتعامل أوروبا مع حركة النهضة أبرز تنظيمات الإسلام السياسي ؟
-
ارهابي نيس تربى في مناخ انتداب الجماعات الإرهابية زمن علي العريض 2012
تونس – “الوسط نيوز”/ كتب مصطفى المشاط
يحل نهاية الأسبوع وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بأمر من الرئيس ماكرون بتونس وهي زيارة -حسب مصادر رسمية فرنسية- لها علاقة مباشرة بالعملية الإرهابية التي شهدتها مدينة نيس الفرنسية.
فقد شهدت فرنسا في أقل من عشرين يوما عمليتين ارهابيتين ذهب ضحيتهما أربعة فرنسيين قطع رأس أثنين منهما بأسم الدفاع عن الإسلام !
العمليتين الارهابيتين أكدتا مرة أخرى خطأ التعاطي الاوروبي مع الاسلام السياسي منذ ان رعت بريطانيا تأسيس تنظيم الاخوان المسلمين في مصر الذي أنحدرت منه كل التنظيمات الإسلامية الاخرى المكفرة و المطالبة بتطبيق الشريعة وقطع الرؤوس مثل القاعدة وداعش وانصار الشريعة في تونس وجند الخلافة وباكو حرام وغيرها من التنظيمات الإرهابية الاجرامية التي تنشر القتل والدمار في العالم .
اليوم تجد أوروبا نفسها امام غول رعته ورعت قياداته ووفرت لهم السكن الاجتماعي ومنحتهم جوازات السفر والمال والدعم السياسي بأسم رعاية الديمقراطية في جنوب المتوسط وضغطت على الأنظمة الوطنية حتى تخفف القيود عنهم صامة أذانها على حقيقة هؤلاء وتورطهم في العنف إلى ان تمٌت صياغة ما سمي بالربيع العربي الذي منحهم السلطة في مصر وليبيا وتونس كما فتحت فرنسا خاصة الباب للاستثمارات القطرية فقطر اشترت اعرق النوادي الفرنسية وهي الممول الاساسي للجمعيات و أهم العقارات من اجل فرض الاسلام الوهٌابي ليس على المهاجرين فقط بل على الفرنسيين أنفسهم مع الجهود التركية للتدخل في المنطقة العربية والاوروبية والواجهة التي تحارب بها تركيا هي الاخوان المسلمين بتمويل قطري.
ثمار الربيع
بعد عشر سنوات من سقوط نظام بن علي قتل الشاب ابراهيم العيشاوي ثلاثة مواطنين فرنسيين هذا الإرهابي كان عمره احدى عشر عاما عندما تولٌت حركة النهضة الحكم إذ تربى في المناخ الذي أسٌست به حركة النهضة بما فيه من حلقات انتداب للجماعات الإرهابية في سوريا التي كانت تتم في الشارع وتحت عيون الداخلية زمن علي العريض في 2012 والمجموعات الذين يمارسون الرياضة في الجبال والجمعيات التي تنشط في الأحياء الفقيرة تحت شعار العمل الخيري والتعليم الموازي والكتاتيب القرانية وتجمعات أنصار الشريعة في هذا المناخ ترعرع ابراهيم العيشاوي الذي يعد من الذين قال عنهم راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة انهم يمثلون الاسلام الغاضب وأنهم يذكرونه بشبابه .
لا تستطيع اليوم حركة النهضة ان تتبرأ من المسؤولية السياسية لما حدث في نيس فهذا الإرهابي هو ثمرة من ثمار كثيرة فاسدة أنتجتها سنوات حكمها ولن تبقى بعد كل ما حدث في نظر أوروبا ممثلة للإسلام الديمقراطي فهذا ما زرعته طيلة عشر سنوات من تبييض الاٍرهاب ورعاية الأرهابيين وتوفير ارضية ملاءمة لنشاطهم .
من يزرع الرياح
الاسلام السياسي هو المعضلة التي تواجه أوروبا اليوم بعد ان رعته واستعملته في المقايضة والابتزاز للانظمة الوطنية فمعظم قيادات الاخوان كانوا يعيشون في أوروبا وخاصة بريطانيا وفرنسا واليوم تستيقظ فرنسا على ان من يزرع الرياح يجني العواصف فقد تم أسقاط الأنظمة في ليبيا وتونس ومصر واليمن من اجل تحقيق الديمقراطية كما فعلوا قبلها مع العراق واليوم نرى الخراب في كل مكان إذ لم تستفد من هذا الربيع الديمقراطي الا التنظيمات الأرهابية التي وجدت الارضيّة مناسبة لنشاطها .
فكيف ستتعامل أوروبا مع حركة النهضة ابرز تنظيمات الاسلام السياسي والعمود الفقري للتنظيمات الاخوانية بعد ما حدث في نيس ؟
وكيف ستتعامل مع الحرب المعلنة اليوم بين فرنسا ومن وراءها أوروبا مع اردوغان وتركيا والأسلام السياسي ؟
الثابت ان المرحلة القادمة سياسيا وتنظيميا ستكون ثقيلة التكلفة على حركة النهضة .
على أن التساؤل الجدي الحقيقي المطروح اليوم بعد فتح تحقيق أوروبي يتعلق بموقف و تعاطي السلطات التونسية مع هذا التحقيق بالذات.
و هل ستلتزم تونس بالاتفاقيات المبرمة في مجال مكافحة الإرهاب مع فرنسا و غيرها من دول المجموعة العربية…!!؟؟