تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
تداولت ظهر أمس الأحد مواقع الاكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي خبرا من الوزن الثقيل ستكون له أبعادا كبيرة في المشهد السياسي أن صح وهو تعيين محمد الغرياني كمستشار لراشد الغنوشي في مجلس نوٌاب الشعب .
هذا الخبر لم يتأكد إلى حد الآن ببلاغ رسمي لكن لم يتم تكذيبه أيضا وهو ما يعني تقريبا انه ثابت فلماذا الغرياني بالذات ؟ هذا التعيين يأتي في خضم فضائح هيلاري كلينتون والدور المحدد للمخابرات الأمريكية في “الربيع العربي” و يكشف عن حقيقة الدور الذي قام به محمد الغرياني لإسقاط النظام السابق وهو مهندس التقارب بين صخر الماطري وحركة النهضة حتى يكون مرشٌح التجمٌع بمباركة وتخطيط من ليلى بن علي في انتخابات 2014و في هذا السياق عمل الغرياني حين توليٌه الأمانة العامة للتجمع على دفع بعض الوجوه النهضوية المندسة في التجمٌع الى مراتب أولى سواء بترشيحهم في مجلس النوٌاب او البلديات او لجان التنسيق وقد عاد كل هؤلاء إلى حركتهم الام بعد سقوط النظام كما لعب الغرياني في الأيام الاخيرة بين 17و14دورا محوريا في تأجيج المظاهرات ضد النظام وكان التجمعيون الذين انخرطوا في هذه الاحتجاجات “العفوية “يعتقدون انه يجري الأعداد ل “لانقلاب “من داخل النظام ولا أحد منهم كان يعتقد انه سيُصبِح هو وعائلته مطاردا وممنوعا ليس من النشاط السياسي فقط بل من الظهور في الفضاء العام .!
وحده في الأثناء ربما كان محمد الغرياني مع الغنوشي يخططان مع قيادات في نظام بن علي منهم كمال مرجان يعلمون الحقيقة التي توجٌت بتمكين حركة النهضة من البلاد وتنفيذ محرقة سياسية وقضائية لكل من رفض من أنصار النظام السابق الدخول لبيت الطاعة وكان لابد من مكافأة الغرياني على هذا الانجاز .
لكن ليس هذا فقط ما يسعى إليه الغنوشي الذي يدرك ان الغرياني مجرٌد جثة سياسية ولم يعد يملك اي نفوذ ولا سلطة ولا اعتبار وسط التجمعيين لكنٌه يريد توجيه رسالة إلى الخارج من انه رجل مصالحة والدليل تعيين الرجل الثاني في الحزب الحاكم سابقا مستشارا له كما يريد من خلاله أنجاز المصالحة بين الأعداء التاريخيين وفي ذات اللحظة قطع الطريق على عبير موسي وحشرها في الزاوية واتهامها بالفاشية وهي التهمة التي يرددها قياديون في النهضة . هذا هو تخطيط الغنوشي لكنٌه نسي انه بهذا يؤكد صحة خطاب موسي ورؤيتها وموقفها من الغرياني كما نسي ان الغرياني أصبح من الماضي ومجرد جثة سياسية بلا اي نفوذ ولا تأثير .
والان بعد ان عرفنا موقع الغرياني من المشهد السياسي الذي تعده النهضة لمواجهة الصعود الصاروخي لعبير موسي سنكتشف بعد ايام وقبل اربع سنوات من الاستحقاق الانتخابي موقع أمثاله في لعبة الشطرنج التي تقودها حركة النهضة مع الدوائر العالمية منذ 2006…!!!