يبدو أن رضا شرف الدين يسعى إلى إحياء سيناريو كتلة حركة نداء تونس وحركة البيع والشراء حينها، من جديد داخل الكتلة الوطنية. فقد ارتبط شرف الدين كمتطفل على الشأن السياسي بسجل أقل ما يقال فيه أنه يتناقض مع ما يفرضه الانصراف للشأن العام من مصداقية وبحث عن الإنجاز.
شرف الدين ذلك الشخصية الغامضة الذي تمكنت منذ سنوات من مراوغة وابلا من الرصاص في واقعة ظلت خفاياها وملابساتها غامضة إلى حد اليوم…!!!
“السياحة البرلمانية”
ويبدو أن الحجم السياسي لرضا شرف الدين قد ارتبط أساسا بتحطيم الأرقام القياسية في التغيب عن أشغال مجلس نواب الشعب، لازم على امتداد سنوات طوال صمتا مثيرا للسخرية.
ويبدو أن ذلك لم يكفه فقرر دخول سوق ” السياحة البرلمانية ” من أوسع أبوابها وهو الذي لا ينقصه المال الذي تفوح منه روائح تدعو للتمحيص وملف اللوالب القلبية الفاسدة لم يغلق بعد…!!!
في مناخ برلماني تطغى عليه لغة المال الفاسد منذ دخول رجال الأعمال في الانتخابات التشريعية سواء كمترشح أو كداعم، وهو ما كشفه مؤخرا راشد الخياري حين تحدث عن تلقيه عرضا ماليا مغريا يرتفع إلى 150 مليون للالتحاق بكتلة برلمانية هامة.
يأتي تحرك رضا شرف الدين لإحداث شرخ داخل الكتلة الوطنية تقف في وجه مساعي حركة النهضة في الهيمنة على مجلس نواب الشعب.
إضعاف الكتلة الوطنية
هذا الأمر يبدو أنه يؤرق البعض، مما جعل شرف الدين يفكر في إضعاف الكتلة الوطنية بمساعدة الأيادي الخفية المهمينة على البرلمان، تحركها حركة النهضة من أجل تحقيق هدفين، وهما عزل كتلة الحزب الدستوري الحر التي تقاطعت في السابق مع الكتلة الوطنية في عدد من المواقف، والتأكد من انتفاء أدنى إمكانية لتحرك مثمر لعزله من رئاسة مجلس نواب الشعب، في وقت يواجه فيه الغنوشي انتقادات كبرى من داخل المجلس وخارجه.
إقالة شرف الدين
ولا يعدو تحرك رضا شرف الدين الذي لا يخلو أداؤه كرجل أعمال من عدة تساؤلات إلا خدمة لا يبدو أنها مجانية لحركة النهضة التي تستعمل الملفات كأسلوبها الأساسي في محاولة التحكم في المشهد السياسي.
وما يؤكد هذه الفرضيات أن رئيس الكتلة الوطنية حاتم المليكي، اودع مطلب اقالة لكل من النائب رضا شرف الدين والنواب الجدد المنضمين للكتلة الوطنية وهم كل من مبروك كرشيد، العياشي الزمال، كمال العوادي وفاكر الشويخي.