وجه الدكتور عفيف البوني رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد طالبه فيها بالكف عن تفسير القرآن الكريم وتجاوز صلاحياته وهذا نص رسالته بعد التحية و واجب الإحترام السيد الرئيس بصفتكم من الناحية الوظيفية و الدستورية الآن رئيسا للجمهورية لهذه الدورة و بصفتكم مهنيا استاذا للقانون الدستوري، و هو قانون وضعي لا صلة له بالفقه الاسلامي كما يرد في خطاباتكم و بصفتكم مخولين لتفسير الدستور( مؤقتا و ظرفيا بفعل تغييب المحكمة الدستورية من قبل من لهم مصلحة ممن تمكنوا من حكموا في لحظة من التاريخ).
و انطلاقا من احكام الدستور نصا و روحا، اطلب منكم بصفتي مواطنا، و بصفتي باحثا علميا و مفكرا، ما يلي: التوقف نهائيا عن توظيف أو استغلال توظيف الدين في السياسة كما يفعل غيرك مثل رئيس البرلمان و اتباع الاسلام السياسي، و ذلك التوظيف، هو سياسة، و ليس من الدين في شيء، و قد صدر منكم في خطاباتكم، انكم تعتمدون، كرئيس للجمهورية، مرجعية نصوص مقدسة ، مثلا في موضوع عدم المساواة في الأرث بين الجنسين أو في ما اسميته بتسمية المتزمتين بالاحكام القطعية …
كل ذلك لم يرد كمرجعية في الدستور، و لم يرد انها نصوص لها منزلة دستورية، و نحن نحترم قناعاتك الدينية الشخصية كانسان في منزلك، و لكنكم كرئيس للجمهورية لا تملكون دستوريا و سياسيا ان تفعلوها أو ان تفرضوها بصفتكم رئيسا للدولة و لو بروتوكوليا و عبر الخطاب على شعب تونس… ، لأن في ذلك مسا من روح الدستور، و الذي على أساسه، وقع انتخابكم……
من الدستور فقط، تستمدون شرعيتكم و ليس من المصحف بالرغم من قداسته عند كل مسلم. سيدي الرئيس انتم يمكن ان تفسروا الدستور رسميا ما دامت المحكمة الدستورية غير موجودة، مع التحفظ على ما قد يكون تاويلا غير موفق، و لكنكم غير مؤهلين أبدأ، و أنا أتكلم كمختص، بأن تفسروا نصوصا دينية( لكم ان تفسروا لشخصكم الكريم….
انتم لستم اهلا لأن تفسروا للمسلمين أو للتونسيين الاسلام أو القرءان.. لا بصفتكم رئيسا من الناحية الرسمية،و لا حتى لمجرد انكم انسانا مسلما ، ولا بصفتكم رجل قانون دستوري، فهذا خروج من قبلكم عن الصلاحيات الدستورية، و التفسير الموضوعي للنصوص الدينية من كل الديانات، في بلادنا و في غيرها، ليست تلك التي وضعها رجال الدين (و انت تلقنته مما كتبوه)، بل تلك التي انجزها أو يمكن ان ينجزها علماء العلوم الإنسانية و الاجتماعية.