تونس – “الوسط نيوز” – كتب : عبد العزيز قاسم
إن ما يجري بالجزائر يهمّنا و يعنينا، نحن التونسيين، بدرجة قصوى، ذلك أن استقرار الجزائر ينعكس إيجابًا على استقرار تونس.
و ما التعاون الأمني بين البلدين، في هذه الظروف الصعبة، إلا دليل على مدى ترابُطِ مصيرَيْهِما و الجميع يعلم أن الجزائر كانت و ما تزال تحت المجهر الصهيوأميركي من أجل مواقفها القومية إلى جانب سوريا و فلسطين و غيرهما من القضايا العربية و الدولية.
كان من الطبيعي إذن أن نراقب مجريات الأحداث في القطر الشقيق و أن يكون لنا في ذلك ملاحظاتُنا و تخوفاتُنا و تمنياتُنا.
الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يستحق أن ينعم بالتقاعد بعد حياة كرّسها للكفاح من أجل الاستقلال و بناء الدولة. أما و قد أصرت الموالاة على ترشيحه لولاية خامسة هو في غنى عنها فكان ينبغي لها أن تجد لذلك مبررات أكثر إقناعا من التي تقدمت بها و ان تذهب بقرارها إلى نهايته. إلا أنها خسرت الرهان أو التحدي بمجرد الدعوة إلى اختزال مدة العهدة إلى سنة واحدة مما شجّع الشارع على مزيد الضغط فتَحَتَّمَ انسحابُ الرئيس من الحلبة.
هذا القرار حكيم و لكننا كنا نتمنى للسيد بوتفليقة خروجا من الحكم لا تشوبه إهانة.
كنا نتمنى أن تختار الموالاة في القطر الشقيق مرشحا آخر ذا مصداقية علما بأن جبهة التحرير تتوفر على شخصيات سياسية قادرة على استلام المقاليد و ها هي الآن مدفوعة إلى ذلك دفعا فليكن.
نحن لا نستهين بالمظاهرات الشعبية الجزائرية الواسعة و المطالبة بالتغيير و لكن ما يثير الانتباه و القلق عندنا هو محاولات الإسلاميين الركوب على الأحداث في سيناريو مكرّس تباركه قناة الخنزيرة عرّابة الربيع العربي المشؤوم. كفى مظاهرات تخرج من المساجد بعد خطبة الجمعة.
نرجو أن تحل الجزائر أزمتها بسلاسة و أن تُفْشِلَ كل المؤامرات الظاهرة و الخفية و أن تحافظ على وحدتها و على دورها الإقليمي المناهض للإمبريالية بكافة أشكالها.