-
طموحات وديع الجريء السياسية… لا حد لها…!!!
لا شك أن التدخل القطري في الشؤون التونسية الداخلية، بات واضحا للجميع دون استثناء تقريبا، فقد تدرجت قطر رويدا رويدا منذ إعلان الحصار عنها خلال ما يعرف بالأزمة الخليجية.
فعقد الرعاية بين النادي الإفريقي و شركة الخطوط الجوية القطرية، وإن أفلج صدر محبي الفريق نتيجة الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها النادي الإفريقي، إلا أن الخطير في المسألة برمتها، عودة تسييس الرياضة وجعلها جسر العبور للأقدام القطرية نحو البلاد التونسية، مع العلم أن الشركة نفسها تستعد حاليا إلى وضع اليد على النادي الرياضي البنزرتي والنادي الرياضي الصفاقسي.
الجسر القطري النهضوي
هذا الجسر مهّدته حركة النهضة منذ فترة “الترويكا”، وما زاد هذا التأكيد من شك إلى يقين، التوظيف السياسي لعقد القطرية، من خلال رئيس الحركة راشد الغنوشي ووزرائها في حكومة الياس الفخفاخ لأهداف انتخابية بحتة، والبحث عن سبيل لجلب التمويلات القطرية إلى تونس بهدف انعاش خزينة النادي الإفريقي وبالاخص تحديدا خزينة الحركة.
عديد التساؤلات المطروحة حول بنود هذه الصفقة، فماهي الفائدة أو الهدف من الشركة القطرية لوضع إشهارها على فريق غير متواجد لا في المسابقات القارية ولا العالمية. هذا الأمر، يزيد من وتيرة التساؤلات خاصة وأن من بين تبعاته دخول العملة الأجنبية من الخارج مع صعوبة تحويلها مباشرة، قد يستعمل لتمويل أشياء أخرى ترسخ برنامج الحركة في تونس.
بين الجريء و الغنوشي
الرياضة دائما ما مثلت هدفا سياسيا، وهذه الظاهرة لا تقتصر على البلاد التونسية فقط بل نجد هذه الظاهرة في إيطاليا واسبانيا وغيرها من البلدان، مما نؤكد هنا على أهمية الدور الذي اضطلع به وديع الجرىء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم، ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في إنجاز هذا العقد، ليكون برنامجا سياسيا بامتياز، له بعدين اثنين.
أولهما، أن الجرىء يجهّز نفسه للعب أدوار متقدمة سياسيا، بفضل ضغط اللوبي الرياضي الموجود في حزب “تحيا تونس”، بقيادة النائب عن الحزب و رئيس فريق مستقبل سليمان وليد الجلاد، حتى يكون الجريء من بين الأسماء التي قد يتم اقتراحها في الصفوف الأمامية.
أما البعد الثاني، فيتمثل أساسا في أن رئيس حركة النهضة، يسعى إلى تحويل الجمعيات الرياضية إلى خزان يمده بقائمات انتخابية “مستقلة” في الانتخابات التشريعية القادمة، مثلما حصل في التجارب السابقة حين عوّلت الحركة على الجمعيات الوطنية و منظمات المجتمع المدني للفوز بأكبر مقاعد ممكنة في البرلمان.
هذه الفرضيات لا يمكن المرور عنها دون تقديم بعض الأمثلة عن ذلك، أهمها استعمال راشد الغنوشي لعنصري الإغراء و الضغط حتى لا يترشح أي كان ضد عبد السلام اليونسي في رئاسة النادي الأفريقي إذ أبعد فاضل عبد الكافي، بعد أن زيّن له كرسي رئاسة الحكومة ثم تخلى عنه، إلى جانب الضغط على المجموعة التي كونها كمال ايدير لتنسحب دون أن تبرز الأسباب الحقيقية بالرغم من المحاولات المتكررة لمختلف كبارات النادي الافريقي لنفي هذا الأمر.