يصل كتاب الدكتورة هالة الوردي الى المكتبات التونسية بداية من يوم 15 مارس بعد صدوره في باريس عن دار النشر الشهيرة ألبير ميشال التي أصدرت الكتٌاب الأوٌل لهالة الوردي الممنوع في بعض البلدان العربية.
هذا الكتاب يتناول ما حدث في سقيفة بني ساعدة و تداعيات ذلك على التاريخ العربي الاسلامي الى حدود اليوم استنادا الى المؤرخين الذين دونوا تلك الفترة و هذا ما كتبه الناشر الفرنسي عن الكتٌاب الذي يتوقٌع ان يثير جدلا كبيرا.
كتاب “القطيعة” : الجزء الاول من سلسلة “الخلفاء و لعنة فاطمة”
يقدّم المخيال الإسلامي (و خاصّة السّلفي) فترة حكم الخلفاء الأربعة الذين توالوا على رأس الأمّة بعد وفاة الرّسول على أنه حكم
الخلافة الرّاشدة و حقبة تاريخيّة مثاليّة و الحال هو أنّ نصوص التّراث الاسلامي القديمة تكشف عن واقع مغاير تماما لهذا التّصور الطيباوي حيث تروي هذه النّصوص تفاصيل الانشقاقات و القطيعة المبكّرة التي ظهرت في صفوف الصّحابة بعد سويعات قليلة من وفاة الرّسول و حتى قبل أن يوارى التّراب.
فصحابته المقرّبون دخلوا بسرعة في صراع مفتوح حول الخلافة : خيانات و مؤامرات و اتّفاقات سرّيّة و تهديدات و عنف فكلّ
الوسائل كانت متاحة في هذا السّباق الشّرس نحو الحكم و هذا ما يتبيّن جليّا من خلال الرّوايات القديمة التي تسرد ما دار بين
الصّحابة لدى اجتماعهم في سقيفة بني ساعدة حيث وقع استغلال الدين و توظيفه لخدمة الطّموح السّياسي.
استنادا لنصوص التّراث الاسلامي القديم تروي هالة الوردي هذه القصّة المثيرة في كتابها الجديد “القطيعة” و هو الجزء الأول من
سلسلة شرعت فيها و التي تحمل عنوان “الخلفاء و لعنة فاطمة”.
فكما فعلت سابقا في كتابها “الأيّام الاخيرة لمحمد” تحاول الكاتبة البحث في طيّات و خبايا التّراث الإسلامي القديم السّنيّ و
الشّيعيّ حتى تكشف المسكوت عنه و تعيد كتابة هذه الفترة المؤسسة في تاريخ الإسلام فكل الشّخصيات الموجودة في الكتاب
هم من أهمّ الرّموز الإسلاميّة و أكثرها تأثيرا في التّاريخ : أبو بكر الصّدّيق خليل الرّسول و أقرب صحابته و عمر بن الخطاب الصّحابي
ذو الطبع الحادّ و الشّخصية الفاعلة و عليّ بن أبي طالب ابن عمّ و صهر الرّسول القريب لقلبه و فاطمة ابنة الرّسول التي قال عنها
إنّها “بضعة منه” و التي ماتت غاضبة بعد أسابيع قليلة منوفاة أبيها في ظروف غامضة و بعد أن نطقت بلعنة مدويّة ضدّ صحابة
أبيها الذين حرموها من ميراثها.
بين كل تلك الشّخصيات و غيرها تدور أحداث مأساة إغريقيّة حقيقيّة لازال العالم الاسلاميّ يعيش تحت وطأة تأثيرها حيث أنّه وراء الخلافات التي نشبت بين الأشخاص تحدّد مصير الإسلام و مصير العالم بأسره.