-
رسالة قيس الى نساء تونس : ستبقين نصف مواطنة …..
أثار خطاب الرئيس قيس سعيد في العيد الوطني للمرأة ردود فعل كبيرة من الباحثات التونسيات في الحضارة والقانون إذ أعتبرنا أن حديث سعيد عن التمسك بالنص الديني فيما يتعلق بالمساواة يجب أن يكون حتى في جوانب أخرى أيضا مثل العبودية وتعدد الزوجات وما ملكت اليمين وهو ما يتعارض مع حقوق الأنسان ومن أول من كتبن عن خطاب قيس سعيد الدكتورة زينب التوجاني التي كتبت ” لا وجود لنص واضح ولا يقبل التأويل يا قيس سعيد. باي حق تفتي في الواضح وغير الواضح؟
هذه مغالطة ومسايرة شعبوية وتنازل عن الفصل 21 من الدستور الذي أنت في الأصل ضامنه.
” اما الدكتورة نائلة السليني فكتبت ” نهار كامل ساكتة.. وحتى كيف طالني السبّ كيف نساء بلادي رفضت في البدء الحديث.. لكن الله غالب ما نتوبش إليكم ردّي على ما سمعت منذ حين .. نطلب منكم تعاونوني على نشر كلامي عسى أن يبلغه الردّ حديث بعيد عن السياسة: “عندما أرسل عليّ ابن عبّاس إلى الخوارج لمحاورتهم قال له: لا تُخاصِمْهم بالقُرآن؛ فإنَّ القُرْآن حمَّالُ أوجُه، ذو وجوه، تقول ويقولون” . وأنت الليلة يا سيدي الرئيس خاصمتنا بالقرآن. وكان يمكن أن أسكت لكنّك لمست أمرا رأيت انّك غريب عنه. حديثي إليك الليلة هو حديث أستاذة إلى أستاذ ، لأنّي لم أر فيك رئيسا، بقدر ما رأيت إنسانا حريصا على أن يتكلّم في جميع المواضيع والاختصاصات. لم أعلّق على موقفك من الدستور لأنّي احترم الاختصاصات، وذاك عقد عرفي بيننا نحن الأساتذة، لكن، أن تدخل دون استئذان أهل الاختصاص إلى علم آخر، قد تكون هاويا فيه وأنت أعزل من آليات مقاربة ذلك العلم، فعندئذ لا استطيع ان أسكت، لأنّ في سكوتي إقرار ضمني بأنّ مسيرتي في التدريس ومقاربتي في بحوثي هي خارجة عن الموضوع وقائمة على أسس واهية. نبرتك، أيّها الزميل واثقة وصارمة، وهي نبرة ترفض الجدل او النقاش، ومع ذلك أقول لك: لو فتحت المصادر القديمة في علوم القرآن والتفسير لتبيّن لك أنّ القدامى لم يكونوا بمثل هذا الوثوق في جميع مقالاتهم، وإنّما اتسمت مصنفاتهم بالحذر، وبالحرص على جمع المواقف مهما كانت مختلفة.. وكم كانوا حذرين كلّما قاربوا النصّ القرآنيّ وكم رووا أخبارا تؤكّد على انّ المعنى القرآنيّ زئبقيّ وحذّروا من الاحتجاج به. واحتجّوا على أنّ القرآن بين دفتين لا ينطق وإنما يتكلم به الرجال. أنا أعلم أنّك غير مطّلع على هذا الباب، لأنّك لو اطلعت عليه لكنت أشدّ تواضعا. لكن لا باس فلنواصل طريق الضياع الذي سلكت في تفسير القرآن: اعتبرت المواريث قطعية الدلالة، وهذا دليل وحجة على خلط بين ما فهمه الفقهاء وما ورد في القرآن، وذهبت إلى أنّنا شعب نحتكم إلى قطعية الدلالة . وفي هذا القول انزياح خطير، خاصّة إذا صدر من مختصّ في الدستور، إذ ما فائدة الدستور إن كان القرآن تحدّث في كلّ شيء؟ وعلى هذا الأساس.. فالرجوع إلى تعدد الزوجات هو رجوع إلى الصراط المستقيم، وتطبيق احكام العدّة من الدين، وأصبح نسخ التبنّي أمرا محسوما، وكذلك الأمر بالنسبة إلى قطع يد السارق، وبصفة اخصّ اليد اليمنى.. وما قولك في أحكام الحِرابة وقطع أيديهم من خلاف؟؟ آه نسيت الظِهار، بما أنّ النصّ أبانه حسب مذهبك.. والمحلّل؟؟ اسالك هل هو من القرآن أم من تاويل الفقهاء؟ بما أنّك عالم بكلّ شيء.. وختاما.. يبدو أنّ إبطال العبودية زيغ و بدعة و بما أنّ كلّ بدعة ضلال،علينا أن نستردّ احكامها.. لكن شرط تطبيق جميع الأحكام التي تتصل بملك اليمين، واللي يلعب ما ينغرش، بما فيها تلك التي اجازها الفقهاء للمرأة، لأنّهم اعتبروا عورة المرأة أمام عبدها بين السرّة والركبتين.. أرأيت أين تذهب بنا حالتك التفسيرية؟؟؟ أرأيت في أيّ واد يهيم الإنسان عندما يقارب مجالا ليس من اختصاصه؟ أنت مثل هاو أخذ قسرا موسى جرّاح وأراد ان يفتح قلبا عليلا.”
كما كتبت الدكتورة رشيدة الجلاصي أستاذة القانون الخاص في كلية الحقوق بتونس أن رسالة قيس سعيد للمرأة في عيدها أنك ستبقين نصف مواطنة مهما بلغت من العلم والتفوق.