أكد الدكتور محمد محجوب أستاذ الفلسفة في الجامعة التونسية وعميد كلية الآداب بالقيروان سابقا وعميد المعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس سابقا ومدير معهد تونس للترجمة سابقا في تدوينة على صفحته الخاصة مساندته لعبير موسي مشيرا إلى أنها تمثل الخط الوطني اليوم في تونس و هذا نص تدوينته :
“عبير موسي :
_______
تدوينات كثيرة تعبر عن شجبها لممارسات سياسية أو ثقافية أو لظاهرة المسرح الهابط مثلا وتبدأ بعبارات من قبيل : ” رغم أني لا أتفق مع عبير موسي ” أو ” بصرف النظر عن عبير موسي”، أو “أنا عمري ما كنت من أنصار عبير موسي” إلخ. وشخصيا أجد في هذه التعابير الافتتاحية نوعا من الحرج الذي أفسره بأن كثيرين لا يريدون الإعلان صراحة عن مناصرتهم لعبير موسي ولما تمثله سياسيا لأنهم ما يزالون يعتقدون أنها تمثل الديكتاتورية وأنهم قد يرمون تبعا لذلك بعار “الحنين للديكتاتورية”. لا أتفق مع هذا النوع من الحرج .. ولا أرى لحد اليوم أي شيء يدل على أن الحزب الدستوري الحر يدعو إلى إعادة الديكتاتورية ..
و أرى أن الميساج القوي الذي يريد إبلاغه هو أن المتكلمين اليوم باسم الثورة إنما يأخذونها كغنيمة وأن غاية ما كانوا يطالبون به – زمن معارضتهم – هو الحلول محل بورقيبة ثم بن علي. أما نتائج حكمهم فتدل عليهم أوضح دلالة: فقر لا ينفك تتسع دائرته، تآكل غير مسبوق للطبقة الوسطى، غياب متعاظم للأمن اليومي ، قضاء تتخطفه الاتهامات من شتى الأنحاء، مدرسة لم تبلغ ما بلغته على أيامهم من الهوان والتدني، صحة متهافتة مهترئة، قطاعات حيوية مشلولة منذ أعوام، عجز تام عن السيطرة على الإنتاج و ضمان استمراره، وأخيرا إفلاس حقيقي رغم عدم الشجاعةعلى المصارحة به .. و لذلك أنا أرى أن الحزب الدستوري الحر يعبر خاصة عن الحاجة إلى استرجاع سلطة الدولة و إحياء نجاعتها وقدرتها على إنفاذ حكمها في احترام للقانون ..
و أن الديمقراطية لا تعوق ذلك .. يطرح الدستوري الحر سؤالا بسيطا : هل ما يريده حكام اليوم هو الديمقراطية أم إحلال فوضى يمكنهم بعدها أن يفعلوا بالمجتمع ما يريدون : أسلمةً ودفعا إلى محاور إقليمية إخوانية .. وتغييرا للتركيبة الثقافية البسيطة للمجتمع ..
أعتقد شخصيا أن الفرز الحقيقي اليوم هو بين من يهمهم الوطن كأولوية قصوى وبين من الوطنُ لهم ثانوي وغير جوهري في عملهم السياسي .. لذلك فإني أساند عبير موسي ضد كل اللاوطنيين .. ولن أبدأ تدوينات مساندتي لها بمثل العبارات التي ذكرت بها ولن أشرط مساندتي لها بأني لا أتفق مع بعض مواقفها ولن أجعل هذه المساندة ظرفية محدودة بواقعة أو بتهجم .. عبير موسي تمثل توجها سياسيا وطنيا و هذا هو سبب وقوفي معها ..”