موكب صلاة العيدين وليلة القدر من التقاليد العريقة في منظومة الحكم في تونس منذ العهد الحسيني وقد داب رؤساء تونس منذ الأستقلال على أدائها من بورقيبة الى الباجي قايد السبسي ويحضرها عادة كبار مسؤولي الدولة وخاصة رئيس مجلس النوٌاب ورئيس الحكومة الذي كان يسمٌى بالوزير الاول .
قيس سعيد هو اول رئيس يلغي الموكب الرسمي ويختار الصلاة خارج البروتوكول ودون مرافقة وحتى المرافقة الأمنية كانت اقل من العادة لطبيعة الحدث ورغم ان هناك من رأى في اختيار سعيد هذه الطريقة في اداء صلاة العيد مجرٌد شعبوية إلا أنٌها يمكن أن تكون لها دلالات سياسية تؤكد ما قلناه سابقا عن القطيعة بين الغنوشي و سعيد .
فقيس سعيد قد يكون من خلال الخروج عن بروتوكول صلاة العيد تجنب الصلاة مع راشد الغنوشي الذي سبق أن ارسل له سابقا برقيات مشفرة من أنٌه لا رئيس في تونس إلا قيس سعيد ردٌا على النشاط الديبلوماسي الذي يقوم به الغنوشي مع الأتراك وحكومة السرٌاج خاصة كما تجنب حضور الفخفاخ الذي لم يكن في مستوى تطلعات الرئيس حامل شعار نظافة اليد والحفاظ على المال العام وهي كذلك خطوة اخرى تكرس رمزيا سلطة الرئيس نحو تعديل النظام السياسي .