من المضحكات المبكيات ان تختلف دول عربية حول القضية الفلسطينية و الجدل القائم حول صفقة القرن بطريقة معلنة دون حفظ ما تبقى من “ماء الوجه” و الدليل هذه المرة ياتينا من “عمان” حيث رفضت المملكة السعودية و مصر و الإمارات بند عدم التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي نص عليه البيان الختامي للاتحاد البرلماني العربي.
مع العلم و انه طبقا لمصادر إعلامية فان اللجنة السياسية المنبثقة من مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في عمان رفعت توصيات لرؤساء الوفود لكي يتضمنها البيان الختامي.
و في حال اعتمادها، فإنها ستكون المرة الأولى التي تتبنى جهة عربية رسمية رفضاً واضحاً لما يسمّى بـ«صفقة القرن».
إذ نصت المادة الأولى على رفض المبادرات التي لا تحقق حقوق الشعب الفلسطيني و على رأسها «صفقة القرن»، و دعت بقية إلى إدانة الاعتداءات على المسجد الأقصى و الثالثة إلى وقف قرصنة الكيان الصهيوني لأموال الشعب الفلسطيني و وضع خطة عمل لطرد الكنيست الإسرائيلي من الاتحاد البرلماني الدولي.
و لعلّ أبرز النقاط هي البند الثامن الذي يدعو إلى تفعيل المقاطعة العربية للاحتلال الإسرائيلي و مساندة حركة المقاطعة العالمية «BDS».
يذكر و ان النقاش كان حادا طبقا لبعض المصادر الأردنية و ان كل من مصر و الامارات و السعودية فشلوا في اسقاط بند مناهضة التطبيع مع الكيان إلاسرائيلي من البيان الختامي في المؤتمر.
و أشارت مصادر اخرى إلى أن رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله آل الشيخ و رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال طالبا بمراجعة و بحث هذا البند من جديد فيما طالبت الامارات باعادة صياغة هذا البند وفق قرارات الجامعة العربية.
و قد اثارهذا الطلب استياء البرلمانيين العرب و على رأسهم النائب الأردني طارق خوري الذي عبر في تصريح اعلامي له “عن استغرابه من هذه الدول التي يتواجد بها أقدس مقدسات المسلمين و التي يجب عليها أن تدافع عن الأمة و الدين و أن لا تضع يدها بيد الأعداء”، هذا الموقف السلبي أثار انتقادا كبيرا في المؤتمر لدى الإعلاميين و النواب و الحضور خصوصا من السعودية التي تحتضن مقدسات المسلمين.
و في سياق متصل اعتبر الناشط النقابي في مناهضة التطبيع المهندس ميسرة ملص أن “موقف رؤساء مجالس نواب هذه الدول يأتي انصياعا لموقف حاكمها و دفاعا عن ولي نعمتهم الذي يدافع بدوره عن المصالح الأمريكية و الإسرائيلية، إذ تخشى هذه الوفود الخروج بموقف مستقل كي لا تحاسب عند العودة إلى بلادهم”.
و النهاية التي دابت السير على نفس القاعدة تمخض الجبل ليلد فارا و اتفق العرب على ان لا يتفقوا.
أسماء و هاجر