-
“مخيبك يا صنعتي”…!!!
اتهم رئيس كتلة حركة النهضة نورالدين البحيري رسميا دولتي مصر و الإمارات بمساندة معارضيها من دعاة الاحتجاج وتنظيم اعتصام باردو للانقلباب على التجربة الديمقراطية و على الشرعية لكن الملاحظ انه اكتفى بالاتهام و لم يقدم حجة أو دليل يورط من يعارضون هيمنة الإسلام السياسي كما لازمت النيابة العمومية الصمت وهو ما يفقد تصريحاته اي جدية و يجعلها من باب توزيع التهم الجاهزة التي تستعملها الأنظمة العربية في التحقير من شان المعارضة و هو ما مارسه نظام بن علي في العشرين عاما الأخيرة من الحكم لكنه كان يكتفي بذكر قوى اجنبية لم يسميها.
اتهامات البحيري و باقي قيادات النهضة لا يمكن فهمها خارج عملية تنفيس في مواجهة الأزمة الداخلية التي تعيشها حركة النهضة و في مواجهة تنامي الغضب الشعبي و الحصار الدولي للإسلام السياسي.
فلم يبق لحركة النهضة و لدعاة الإسلام السياسي الا نظام أردوغان و ميلشيات ليبيا و سقوط أردوغان بعد تراجع قطر يعني نهاية الإسلام السياسي في العالم لذلك تعمل النهضة من أجل مزيد من الاندماج في الحلف الممتد من انقرة إلى طرابلس الغرب و في نفس الوقت التحريض على الدول التي تواجه الحركات الإخوانية و هو الحلف الذي يقوده السيسي.
إذا كان دعم مصر و الإمارات لمعارضي النهضة صحيحا فإن ما ينطبق عليها في هذه الحالة هو المثل الشعبي القائل “مخيبك يا صنعتي”.
فحركة النهضة منذ تاسيسها كجماعة إسلامية عاشت على تلقي الدعم من التنظيم العالمي الإخوان و من إيران و المملكة العربية السعودية و السودان بل حتى ليبيا لم تتأخر في دعم الغنوشي و تخصيص جراية له كما عاش في الجزائر لفترة قبل التوجه إلى السودان…!!!