تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
رحبت الأمم المتحدة و الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا و الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الافريقي والصين بالمبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية التي رفضها فائز السراج و قد تزامن هذا الرفض مع دعوات لمحاكمة دولية للسراج و اردوغان و ادانة ليبية واسعة.
هذه المبادرة وضعت عمليا فائز السراج كرافض للحوار ومصمم على الحرب في الوقت الذي تدعو فيه كل القوى الدولية إلى إيقاف نزيف الدماء و العودة إلى طاولة الحوار وخروج المرتزقة من ليبيا و هو المطلب الذي تتفق حوله كل الأطراف بأستثناء فائز السراج و حلفائه من المليشيات الموالية لتنظيم الاخوان المسلمين فالمبادرة المصرية تحولت إلى فرز دولي ضد التنظيم العالمي للأخوان المسلمين الذي يرعاه أردوغان الذي يقف اليوم ضد كل دعوات إيقاف الحرب في ليبيا وتكون بذلك مصر باعلانها بيان القاهرة قد وضعت أردوغان في الزاوية فالجميع ضده و لم يعد له أي مبرر للبقاء في سوريا و لم يعد هناك أي مبرر للسراج لمواصلة الاحتماء بالقوات التركية الغازية.
تداعيات ما يحدث سيكون لها صدى في تونس فالذين يصطفون مع السراج سيكونون في مواجهة الارادة الدولية الرافضة لمسار السراج و حليفه أردوغان وحرج سياسي لهم في دفاعهم عن هذا التمشي فالعالم ينتفض ضد أردوغان و احلامه التوسعية و قد يقوده جنون العظمة إلى نفس مصير صدام حسين الذي زين له دخول الكويت ثم وجد نفسه أمام تحالف دولي أنهى حكمه و إسقاط نظامه و أنتهى باعدامه فالرمال الليبية متحركة و قد يتيه فيها أردوغان و وكيله السراج و كل من له صلة بهم في ليبيا او تونس بعد الحشد الدولي الذي نجحت مصر في تحقيقه فالجميع اليوم مع بيان القاهرة بما في ذلك الجزائر بأستثناء السراج و اردوغان.
و هذا الوضع سيكون محرجا لحركة النهضة في علاقتها الوثيقة بفائز السراج و الباب العالي فكيف ستتصرف هل تكون مع بيان القاهرة التي يقودها السيسي الذي أنهى حكم الأخوان وتنظيمهم الام المهيمن على البلاد منذ 1928 ام ترفض بيان القاهرة الذي باركه قيس سعيد و تتشبث بحكومة السراج المهدد بالملاحقة الدولية كمجرم حرب مع أردوغان؟
موقف محرج لحركة النهضة سيحدد مستقبلها إلى حد كبير خاصة بعد تقدم الدستوري الحر بلائحة لتصنيف تنظيم الاخوان المسلمين كتنظيم إرهابي.