-
سيناريو “الإجهاض الناعم” مقابل تصاعد الغضب الشعبي
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
نجحت كتلة الدستوري الحر في فرض مساءلة رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي و يعتبرعد هذا انتصارا سياسيا حققه الدستوري الحر مما زاد في شعبيته في الشارع التونسي لذلك سارعت حركة النهضة بالبحث عن مخرج لإفراغ هذه المساءلة من مضمونها ك”محاكمة” رمزية للغنوشي على حصيلة التجاوزات التي أرتكبها في حق الدستور بالسطو على صلاحيات رئيس الجمهورية فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية وعلى الأمن القومي في علاقته بمجموعات لها صفة الارهاب وغير معترف بها من البرلمان الليبي )مليشيات السراج وتركيا ورئيسها أردوغان).
النهضة وجدت في التحالف البرلماني الذي تقوده خير وسيلة لتعويم هذه المساءلة وتحويلها إلى جلسة حوار حول “الديبلوماسية البرلمانية” و هو مصطلح جديد من اختراع النهضة لا وجود له في العالم وقد تكفل حلفاء النهضة في المجلس من كتل “قلب تونس” “المستقبل” و الأصلاح.
بهذه المهمة فهذه الكتل الثلاث هي في نجدة النهضة وتصريح رئيس لجنة المالية عياض اللومي امس في شأن جلسة المساءلة يؤكد هذا التوجه.
و يبدو حسب ما علمته “الوسط نيوز” أن السيناريو الأقرب يتمثل في افتتاح الغنوشي الجلسة ثم الإنسحاب كعادته و ربما يتم أفتعال خصومات لإيقاف الجلسة فرغم مساندة الثلاث كتل المذكورة للغنوشي فإن عددا من النواب من خارج كتلة الدستوري الحر ستكون لهم مواقف رافضة لما يقوم به الغنوشي نذكر منهم مبروك كورشيد فيصل التبيني منجي الرحوي كتلة حركة الشعب وكتلة تحيا تونس وهو ما سيؤثر على سير الجلسة العامة التي سيعمل التحالف البرلماني على أجهاضها.
الإجهاض المتوقع و “الناعم” للجلسة العامة لن ينهي متاعب راشد الغنوشي بعد تصاعد الغضب الشعبي في الشارع ضد حركة النهضة وأنطلاق العريضة الشعبية لسحب الثقة منه وهي حركة و ان لم تكن لها قيمة دستورية بأعتبار أن الغنوشي منتخب من المجلس فإن لها قيمة سياسية كبيرة علما أن عريضة التدقيق في أملاكه تجاوزت العشرين ألف توقيع.