-
لا أتمنى الموت لأحد… و لكن الإسلام السياسي انتهى في كل العالم
-
الشعب التونسي أراد الخروج من الدكتاتورية و الفساد… لكن شيئا لم يتغير
دعا المفكّر يوسف الصدّيق اليوم السبت 23 ماي 2020 زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي إلى التنحّي عن رئاسة البرلمان قائلا :
“الغنّوشي انتهى وعليه أن يكتفي بدور المرشد”.
و قال الصديق حول مطالبة البعض بتغيير النظام السياسي و الذهاب نحو جمهورية ثالثة “نعم أنا مع جمهورية ثالثة ومع تغيير النظام السياسي لأن الجمهورية الثانية ارتكزت على مجموعة من الحيل والمراوغات من قبل الاسلام السياسي فكانت قرارات المجلس التأسيسي نتيجة هذا البرلمان وشُكّل الحكم الذي نعيش اليوم و كأن الثورة تم اجهاضها بهذا النظام و لأن هذا البرلمان اتخذ وِجهة غير الوجهة التي يرنو اليها الشعب”.
و وجه الصديق وفق تدوينة الطاهر ذيداح على الفايس بوك نقلها عن الشارع المغاربي رسالة الى رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي قال له فيها “50 سنة.. فيهْ البركة.. كنّا نتحدّث عن مبالغة بورقيبة الذي قضّى 30 سنة في الحكم وعن 23 سنة لبن علي وعن دكتاتوريات القذافي وعلي عبد الله صالح و حسني مبارك.. ولكنّك أضفت لسنوات دكتاتورياتهم 10 سنوات اخرى..” متابعا ” شاخ وحتى من الناحية الصحية اصبح غير قادر على القيام بدور صغير.. بل إن طفلا صغيرا قادر على تمرير الكلمة أفضل منه هذا غير معقول.. تنَحَّ.. وابقَ مرشدا بعيدا.. تريد ان تبلّغَ الايمان حتى يستقر في قلوب الناس؟ ليس بمجلسيْ الشورى والاحزاب”.
و أشار الى أن الشعب التونسي أراد أن يخرج من الدكتاتورية و من المحسوبية ومن الفساد طيلة 50 سنة و لكن شيئا لم يتغيّر على الإطلاق”.
و دعا الصديق حركة النهضة الى مراجعة أمورها أكثر حتى تصبح مدنيّة ومراجعة المسألة الاسلامية وألا توظف البعد الايماني في الساحات السياسية واعادته الى قلوب الناس، مذيّلا دعوته بنداء سابق قال انه كان قد وجهه للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي قال انه قوبل بالرفض ويتمثل في ادراج الفصل الاول من الدستور بالتوطئة مع الاشارة الى ان الاسلام هو الاغلبية الساحقة تاريخيا وحضاريا في تونس مع أخذ مسائل تجهيز المعابد وحراستها و غيرها بعين الاعتبار شرط ان يقتصر الفصل الأول من الدستور على “مدنية الدولة “.
و شدّد صاحب كتاب “هل قرأنا القرآن؟” على تعديل الفصل السادس من الدستور مشيرا الى انه”يوهم بحرية الضمير في حين أنه يجب ان يشدد على أن الدين في قلوب الأفراد فقط.”.
و تابع “يجب على الدولة ان تحرص على التعاطي العادل مع كل الطقوس والمناسك وليس فقط المنسك الاسلامي كأن يكون هناك مثلا فرد أو أربعة أو حتى ألف شخص يريدون ان يتّبعوا منسكا معيّنا (اباظية شيعة ..) و هذا من حقّهم فعلى الدولة حمايتهم وحماية طقوسهم ومناسكهم.. هذا هو المعنى الحقيقي لفصل حرية الضمير والا سنتحدث عن حرية الضمير الاسلامي فقط ثم حرية الضمير السني فقط ثم حرية الضمير المالكي فقط…”.
وتساءل الصديق “ما معنى ان نفرض الزكاة ونجعل لها صندوقا؟ “قائلا ” فرض الزكاة يؤدي الى فرض الصلاة في حين ان أداء الفرائض شأن فردي بين الخالق وعبده”.
وعن نهاية ما يسمّى بـ”الاسلام السياسي” في حال تغيّر النظام قال الصديق “لا اتمنى الموت لأحد ولكن الاسلام السياسي يعيش نهايته في كل انحاء العالم متسائلا “كيف سينتهي؟ وما الطريقة؟… اعتقد ان انهاء التشبث به اصبح فريضة”.
و تابع الصديّق: “حان الوقت لمراجعة علاقتنا بالمحتوى السياسي الديني اذ كيف يمكننا تطبيق احكام القرن السابع اليوم على غرار المؤلفة قلوبهم او المرأة الناشز او الرقاب؟ لا يمكننا لأن النص الديني تعريفا هو النص الذي ينقص منه ما هو حادث بتقادم الزمن وحان الوقت لانتصاب الدين الفردي”.
و ختم الصديق حديثه برسالة وجّهها الى الرئيس قيس سعيّد قائلا “أحطْ نفسك بمستشارين وبديوان وبمساعدين لديهم من الكفاءة حتى تستنير بآرائهم لأن المركبة الرئاسية ليست في المسار الصحيح خاصة ان نواياك طيبة”.