تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
وافق مكتب نواب الشعب على مساءلة راشد الغنوشي و على كل المطالب التي قدمتها كتلة الدستوري الحر التي كانت أول من طالب بمساءلة رئيس حركة النهضة و رئيس المجلس على أتصالاته مع أطراف أجنبية في خرق كامل للنظام الداخلي للمجلس و للدستور و السطو على صلاحيات رئيس الدولة.
و قد حاز مطلب الدستوري الحر على ألتفاف وطني كبير و وجد المطلب بعد أكثر من أسبوع من الأعتصام مساندة من كتل أخرى و خاصة تحيا تونس و الأصلاح والمستقبل و قلب تونس إذ أن المساندة الشعبية التي لقيهامطلب الدستوري الحر أحرجت بقية الكتل و كان لابد من المساندة و هذا يعد كسبا سياسيا نجحت عبير موسي في تحقيقه على حساب خصومها و نجحت في حشر حركة النهضة في الزاوية و هو ما تخشاه الحركة التي ترفع شعارات “التوافق” في الوقت الذي تواصل فيه التمكين لانصارها في مفاصل الدولة و تنفيذ مشروع أخونة تونس في الجهات الداخلية و في البرامج الموجهة للأطفال و الشباب من أجل خلق جيل معادي النموذج التونسي.
حركة النهضة كانت تبحث دائما عن واجهة حداثية و مدنية تختفي وراءها فعلت ذاك مع أحمد المستيري في الثمانينات و مع أحمد نجيب الشابي و منصف المرزوقي و مصطفى بن جعفر في التسعينات و الى حدود 2014 و مع الباجي قايد السبسي بعد أنتخابات 2014 فحركة النهضة تخاف من أن توضع في الزاوية و تبحث دائما عن التعويم بأسم التوافق و المصلحة العليا و تقدم نفسها كحزب تونسي و ديمقراطي بأخفاء حقيقتها الأخوانية التي كشفتها تطورات الأحداث مثل وفاة محمد مرسي عندما رفعوا شعار رابعة في مجلس نواب الشعب و فرضوا تلاوة الفاتحة رغم أنهم في وقت سابق تبرأوا من التنظيم الأخواني و في مستجدات الحرب في ليبيا إذ أنتصرت الحركة المحور التركي القطري الأخواني.
إن ما قامت به كتلة الدستوري الحر أربك بقية الكتل و أثبت أن حركة النهضة ليست قدرا فهي تهيمن على البلاد و تصادر إرادة التونسيين في ظل تشتت القوى الأخرى التي لو إلتقت على أرضية مشتركة فلن تجد النهضة وسيلة للحكم بخمسين مقعدا في مجلس نواب الشعب فألتقاء القوى الوطنية المؤمنة بالمشروع الأصلاحي التونسي كفيل بأسقاط مشروع النهضة الأخواني في مجلس نواب الشعب و عبر نتائج الأنتخابات و هذا ما يؤرق قيادات حركة النهضة و يخيفهم ؛التكتل ضدها و حشرها في الزاوية و أسقاط مشروعها.
مساءلة الغنوشي هي هزيمة سياسية له وهزيمة مدوية لحركة النهضة وتأكيد آخر أن تغول حركة النهضة لا يقاوم إلا بالتقاء القوى الوطنية على أرضية مشتركة.