كتب العميد الأسبق للمحامين و الوزير السابق فاضل محفوظ تدوينة شخّص فيها الوضع الذي تعيشه البلاد من جميع النواحي و تبين حسب ما كتبه أنٌه لابد من التفكير في “فضاء للأنقاذ”.
و هذا نص ما كتبه لو نلخص الوضعية الآن في تونس:
“-مجلس تشريعي يشبه حلبة صراع دون إحترام قواعد اللعبة من أغلب المتصارعين
-رئيس مجلس تشريعي لم ينأ بنفسه من الصراعات الحزبية و ينحاز الى اطراف دون اخرى وطنيا و اقليميا و دوليا
-إئتلاف براماني يسند الثقة لحكومة لا ثقة له في بعض مكوناتها و لا ثقة متبادلة لهم بين مكونات الإئتلاف.
-معارضة منقسمة بين معارضة لا تسند الثقة للحكومة و لكنها تصوت لمشاريعها، و معارضة تعمل وفق قاعدة الكل او لاشيء.
-كتل متناقضة الى حد التراشق بالتهم فترى من يحتج و من يعتصم و من يقود الصراع بالوكالة
-حكومة إئتلافية تمزقها حرب الزعامات داخلها ويطعنها من الخارج حزامها البرلماني بالدعوة الظاهرة الى توسيعه و التي ترمي في الحقيقة الى استبعاد احد مكونات الإئتلاف.
-رئيس حكومة شرعي و لكن مازال يبحث عن المشروعية و ذلك من خلال مطالبته بحزام شعبي عوضا عن الحزام البرلماني و كأنه يستعد لأمر جلل.
-رئيس جمهورية مؤمن بالمشروعية قبل الشرعية، يكلف رئيسا للحكومة لا مشروعية له بالنظر على الأقل للنتائج الإنتخابية الأخيرة، و يدعو في نفس الوقت الى تغيير النظام.
-أطراف تستعد للتحرك الجماهيري، يشاع أن في قلوبها مرض تصعب معالجته، لانها تنتقد هذا الوضع، و كأن دورها يجب أن يقتصر على العمل الخيري او على الصمت.
-دعاة الجمهورية الجديدة الرامية الى اصلاح الجمهورية القائمة يصطادون في ماء لم يعكره المشهد المؤسساتي و كل الهنات و الدسائس بين مكونات الحكم التي اشرنا اليها، بل عكره صخبهم و عدم ترك الحاكم يعمل في صمت.
-فئات تصارع الفقر و التهميش، و طبقة كانت متوسطة و أضحت أقل من ذلك بكثير، لا يلتفت إليها أحد إلا بمناسبة رفع الدعم عن المواد المدعمة او بمناسبة الاقتطاع من الاجرة للمساهمة في “المجهودات الوطنية”.
-رأس مال وطني و غير جبان لكنه سريع الإتهام بعدم الوطنية إن تجرأ على الإقتصاد الموازي الذي لا يعترف لا بقوانين و لا بتراتيب و لا بجباية، أو إن طالب ببعض الإصلاحات.
-و أخيرا جائحة ستتسبب، علاوة على الخسائر البشرية و الأضرار الصحية، في تراجع نسبة النمو ب7 نقاط و ارتفاع نسبة البطالة من 15% إلى 30% و ارتفاع نسب التضخم و العجز التجاري و المديونية….
لذا و لكل هذه الاسباب فاني اعتقد انه قد حان الوقت للتفكير في فضاء للإنقاذ و الإهتمام بهموم الشعب الحقيقية و بحقوقه الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية،علاوة على حقوقه السياسية و المدنية.
صوما مقبولا و إفطارا شهيا و ربي يقدر الخير و لنا عودة بإذن الله”