أعتبر الباحث و المناضل الدستوري المستقل جعفر محمود الأكحل أن ليبيا دخلت رسميا مرحلة الأحتلال التركي و ذلك بدخول القوات التركية لقاعدة الوطية و هذا نص ما كتبه:
“ليبيا:
الاحتلال التركي… و بداية معركة التحرير:
انسحب الجيش الوطني الليبي اليوم من قاعدة الوطية( عقبة بن نافع) التي كانت أقامتها امريكا في العهد الملكي ( قاعدة ويلس)…فقد انسحب منها الجيش الليبي بعد قتال دام عدة أسابيع.. و طبعا لم تكن لتقدر المليشيات السراجبةة على ذلك لولا القيادة الميدانية للجيش التركي …
و بذلك يمكن أن نقول أن الجيش الوطني الليبي أصبح يواجه الاحتلال التركي المباشر وهذه القاعدة لن يتصرف فيها السراج و مليشياته رل ستكون قاعدة عسكرية تركية القريبة جدا من الحدود التونسية و الجزائرية و التي تتجاوز مساحتها 50 كلم2
ان تركيا تواصل تأكيد حضورها في ليبيا و قد انطلقت في التنقيب عن النفط والغاز في السواحل الليبية وهذا هو هدفها الاول و هو هدف التنظيم الدولي للاخوان المسلمين الذين يبحثون عن المال باعتباره أحد أركان /التمكين/ والتوسع و السيطرة و ليبيا هي ساحتهم الكبرى ليس فقط بسبب الثروات و لكن لموقعها الإستراتيجي حيث يحدها أكبر بلدان عربيان و بهما اقوى الجيوش ( مصر و الجزائر) و يمثلان معا نصف مساحة الوطن العربي و نصف الشعب العربي..
من هنا ندرك أهمية ليبيا أن المعركة بها مصيرية واساسية و مثلما سكت الغرب عن تدمير سوريا على امتداد عشر سنوات و تهجير نصف الشعب و لا تزال تركيا تحتل جزءا من الأراضي السورية و تحمي الجماعات الإرهابية و تنهب البلاد وتسرق المحاصيل والآثار والمخطوطات فإن الغرب..
يسكت أيضا عن دورها في ليبيا بل أن الضوء الأخضر اعطي لها و ما الادعاء بضرورة منع وصول السلاح الا خدعة بأضعاف الطرف المقابل اي الجيش الوطني..
و لكن على اردوغان أن لا يغتر كثيرا وان لا ينسى التاريخ حيث أن الغرب كان ساند عسكريا تركيا العثمانية سنة1854م في حربها ضد روسيا القيصرية في حرب القرم ( وكذلك شاركت تونس باسطول بحري قوامه 15الف رجل أيام المشير أحمد.باشا باي)..
و لكن في النهاية انقلب الغرب على السلطان عبد الحميد الثاني ولم يتركوا تركيا الا بعد أن هزمت واحتلت كل البلدان العربية( الرجل المريض)..وهكذا لن يبلغ اردوغان الجبال طولا وسيقع وضع حد لطموحاته في الوقت المناسب…
و الدرس الذي نستخلصه من افتكاك قاعدة عقبة الن نافع هو أن الشعب الليبي و جيشه الوطني يواجهان مباشرة الاحتلال التركي الذي يسيطر على السيادة الوطنية في العاصمة ويستعد للتوسع و استعادة ترهونة قبل العيد استكمال حماية الغرب الليبي حول العاصمة و بداية خوض الحرب المباشرة ضد الجيش الوطني الليبي و بالتالي أمام الليبين اليوم مهمة اعلان الكفاح المسلح ضد الوجود التركي عبر حرب العصابات و ليبيا بلد شاسع ولن تقدر قوات نظامية على الصمود في بلد صحراوي بهذا الاتساع..
و على الدول الحليفة لليبيا أن تعي خطورة الموقف..ان ليبيا اليوم بلد تحت الاحتلال المباشر مثل فلسطين وأكيد أن اردوغان يوجد نصب عينيه اساسا مصافي و مواني النفط و الغاز التي هي تحت حماية الجيش الوطني و بالتالي المعارك القادمة ستكون لإعادة السيطرة عليها حيث كانت قبل ذلك تنهب ليلا و نهارا من طرف تركيا و قطر و بعض الدول الغربية بدعوى استرجاع المصاريف التي بذلت من أجل سقوط نظام العقيد القذافي الذي اطرد الامريكان من قاعدة (الوطنية ) و ها ان جماعة فبراير اعطوها لتركيا بل و أعطوها السواحل و الأجواء و القرار السياسي و تركيا لن تخرج من ليبيا و هي لم تاتي محررة بل غازية تماما كما جاءت إلى تونس سنة 1574 لتحريرها من الإسبان و لكنها لم تعد إلى قواعدها في تركيا بل احتلت البلاد لثلاثة قرون و 78 سنة حتى تحقق الاستقلال و قيام الجمهورية سنة 1957 و التاريخ يعيد نفسه…
و غني عن التأكيد أن اردوغان يعتقد أن الشمال الافريقي أوقافا تركية وهي أوهام تصطدم بحقائق التاريخ و الجغرافيا و القانون الدولي..ان المعركة في ليبيا قد بدأت الان..
بين الشعب الليبي وا لغازي التركي
***/ جعفر محمود الاكحل***/”